صالح عوض هناك من الناس من يستسهل التحليل واتخاذ الموقف من القضايا الحساسة في الأمة.. فيحيل سير الحياة إلى تجاذبات عرقية أو طائفية أو مذهبية ناسيا دور الشياطين الكبار في الإدارات الغربية القادرين على شراء ذمم من كل الطوائف والأعراق والمذاهب.. وكلما تفجرت أزمة في الأمة أخذ هذا البعض في نبش التاريخ والإتيان بأدلة تسند التفسير العنصري ويستخدم ذلك لهدفين أولهما إسقاط الفريق الآخر والتشكيك في كل ما يعلن والثاني لشحن الجمهور بمشاعر جاهلية متخلفة تبرر لأتباعها ما سيقترفون ضد الفريق الآخر من جرائم. حسن نصر الله قائد حزب الله لا يتهرب من كونه شيعي بل وحريص على جماعته ومذهبه وهو ليس من طراز الخميني الذي تسامى على المذهبية.. إلا انه شيعي مناضل ضد أمريكا، ومقاتل ضد إسرائيل، دفاعا عن لبنان كله، بل و الأمة كلها. ولا يمكن قياس موقفه على مواقف بعض شيعة متآمرين مع الأمريكان في العراق يدمرون بلدهم ويخونون الأمة هذا ما أراد قوله حسن نصر الله في كلمته الموجهة قبل يومين لحشود المعتصمين.. كان الرجل واضحا انه اختار موقف هابيل وانه لن يبسط يده لأخيه فيقتله.. بل أكثر من ذلك انه أدان كل من يساند المحتلين من طائفته.. وهكذا نستطيع القول أن ليس كل الشيعة مع أمريكا.. وبالمنطق نفسه هناك من طبع مع إسرائيل، ووقع معها صلح الأبد، ونسق امنيا مع أجهزة معادية للأمة وهو ينتمي للعرب والسنة، ومنهم من خاض الحروب بالنيابة عن أمريكا في أفغانستان وغيرها من الحروب المأساة .. فهؤلاء أيضا لا يمكن حسابهم على موقف العرب والسنة فكل نفس بما كسبت رهينة.. فالعرب والسنة يقاتلون إسرائيل في فلسطين منذ أكثر من نصف قرن، والسنة العرب يقاتلون الأمريكان في الصومال والعراق وفي أكثر من مكان.. إلا انه يمكن القول أيضا أن ليس كل السنة ضد أمريكا. إذن فليكن الفرز الطبيعي بعيدا عن أجواء الولاءات الغريزية الطائفية والعرقية..انه يجب أن يقوم على اعتبار من يدافع عن الأمة و يتصدى لأعدائها، ومن يضع مقدراته في ركاب الأعداء ومخططاتهم ..هذا هو الميزان الحضاري و الإنساني الذي يليق بأمتنا وهكذا نكون قد أصبحنا قادرين على التفريق بين الصالح والطالح.