صرح وزير الشؤون الخارجية، مراد مدلسي، ببروكسل، أن الاقتراح الفرنسي الخاص "بالإتحاد المتوسطي" يفتقر "لمضمون عملي"، غير أنه أكد مساندة الجزائر للمبادرة الفرنسية، ومشروع نيكولا ساركوزي تحديدا، بالرغم من افتقاره لهذا المضمون العملي. وأكد مدلسي خلال لقاء صحفي نشطه ببروكسل، عقب اختتام مجلس الشراكة الثالث الإتحاد الأوروبي-الجزائر أن المبادرة الفرنسية تعد "اقتراحا على التفتح" تسانده الجزائر غير أنه يفتقر لمضمون عملي، وتوقع أن "الأمور ستتضح" في غضون الأسابيع المقبلة، سيما خلال قمة جويلية المقبلة.ويرى رئيس الدبلوماسية الجزائرية، في هذه المبادرة، التي تعتبر مشروعا خاصا بالرئيس الفرنسي، قيمتين إضافيتين اثنتين، مقارنة بمسار برشلونة، موضحا أنه إذا كان هذا الأخير يسير الاتفاقات الثنائية، فإن مشروع الإتحاد المتوسطي سيعطي "ثقلا أكبر للمشاريع المشتركة بين عديد من بلدان ضفتي المتوسط". وتتمثل القيمة المضافة الثانية، في التدفقات المالية الموجهة لدعم هذه المشاريع بحيث سيكون حجم تمويل هذه المشاريع مهما، على اعتبار أن عملية التمويل لن تعتمد على الأموال الأوروبية فحسب، وإنما سيمتد إلى إشراك القطاع الخاص والبنوك والنظام المالي العالمي إلى جانب الرساميل التي تبحث عن مشاريع. كما أعرب مدلسي، عن ارتياحه لإطلاع الإتحاد الأوروبي على هذا المشروع، مشيرا إلى أنه "ينتظر أن تتضح الأمور على مستوى شمال المتوسط"، وبمجرد تقديم هذه التوضيحات ستعمل بلدان الضفة الجنوبية منها الجزائر كبلد متوسطي وعضو باتحاد المغرب العربي على توضيح ردود فعلها ومساهماتها.تصريحات وزير الشؤون الخارجية، مراد مدلسي، تأتي في أعقاب الموافقة والدعم الذي انتزعه الرئيس نيكولا ساركوزي، من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، خلال أول زيارة قادته للجزائر عقب انتخابه للتربع على كرسي الإليزيه، ومعلوم أن ساركوزي سارع بزيارة كل من الجزائر وتونس مباشرة بعد انتخابه للحصول على موافقة مغاربية للمشروع الفرنسي، غير أن الملك محمد السادس اعتذر يومها عن استقبال ساركوزي، بسبب ما أسماه بأجندته، ليقوم لاحقا بزيارة دولة للمغرب، عقب الزيارة التي قادته للجزائر شهر ديسمبر من السنة الماضية.وتعد تصريحات مدلسي، القائلة بافتقار مشروع الإتحاد المتوسطي لمضمون عملي، بمثابة أول انتقاد يوجه للمشروع الفرنسي، وفي انتظار تعرف الجزائر عن التصور العملي لتطبيق المشروع الفرنسي.