أعتبر مسؤول رفيع في الادارة الامريكية أن العداء للولايات المتحدة في المغرب العربي لازال متناميا خاصة في الجزائر و المغرب رغم الدعم الدي قدمته واشنطن لدول المنطقة في مجال مكافحة الارهاب و سياستها للقضاء عليه. و في مداخلة خلال جلسة لكونغرس الامريكيى خاصة بشمال افريقيا نقلت وقائعها أمس الاثنين وكالة اسوشياتد براس قال ديفيد ويلش وزير الخارجية الامريكية المساعد أن هناك تهديدا متزايدا من قبل الجماعات المسلحة في الجزائر و الدول المغاربية الاخرى يوازيه تفاقم الكراهية ازاء الولاياتالمتحدة لدى شعوب المنطقة مند السنوات الست الماضية. و أضاف السيد ويلش في كلمته أمام أعضاء لجنة الشؤون الخارجية للكونغرس أن تنظيم القاعدة في المغرب العربي تسعى لتوسيع نطاق عملياتها في شمال افريقيا لضرب المصالح الحكومية و الاجنبية. و أستطرد المسؤول الامريكي قائلا ان العمليات الارهابية المنسوبة لتنظيم القاعدة قد ارتفع عددها مند الاشهر القليلة الماضية لاسيما في الجزائر. كما أشار الى أن الجماعات الارهابية قد غيرت من أساليبها الهجومية بلوجوءها و لاول مرة الى العمليات الانتحارية و أصبحت تهاجم اهدافا كانت تتفادها في السابق كما تم اكتشاف خلايا ارهابية في مناطق لم تتواجد فيها من قبل. و أعتبر الديبلوماسي الامريكي ،، أن هده المعطيات توحي بوجود عداء متزايد ازاء الولاياتالمتحدة في شمال افريقيا،، كما حدر بشان الخطر الدي قد تشكله هده الكراهية حيث قال ،، عندما يتحول هدا الشعور العدائي الى فعل فان نتائجه تكون جد مؤلمة و قد سبق للشعب الامريكي أن عرف معنى العداء للولايات المتحدة،، في اشارة الى أحداث 11 سبتمبر 2001. و كان تنظيم القاعدة في المغرب / الجماعة السلفية للدعوة و القتال سابقا/ قد قامت شهر ديسمبر الماضي قرب نادي الصنوبرغرب الجزائر بهجوم ضد حافلة نقل عمال شركة براون روتس كوندور الامريكية اودى بحياة اثنين من العمال و جرح 12 اخرين. و أشار ويلش انه ،، رغم عداء شعوب المنطقة للولايات المتحدة فان التعاون ما زال مستمر مع حكومات الجزائر و المغرب و تونس في مجال مكافحة الارهاب . و فضلا عن دلك يرى السيد ويلش أن حل نزاع الصحراء الغربية القائم بين جبهة البوليساريو و المغرب سيمكن من تقليص مخاطر توسع دائر ة التوتر و العنف في المنطقة و يبعد شبح اعتداءات تنظيم القاعدة ضد المصالح الامريكية في الصحراء الكبرى. و جاء تدخل السيد ويلش أمام الكونغرس في الوقت الدي تواجه فيه ادارة المحافظين انتقادات في مجال السياسة الخارجية من قبل الحزب الديمقراطي المسيطر على غالبية مقاعد الكونغرس . كما تأتي مداخلة ويلش لتبرير استمرار دعم الكونغرس للسياسة الخارجية الامريكية لا سيما فيما يخص تمويل مبادرة صحراء الكبرى لمكافحة الارهاب و التي تخصص لها واشنطن غلاف مالي سنوي قدره 500 مليون دولارلمساعدة في مجال مكافحة الارهاب كل من الجزائر، تونس ، المغرب ، ليبيا، التشاد ، مالي ، النيجر و موريتانيا . و يري العديد من المراقبين أن تنامي الكراهية ازاء الادارة الامريكية مند السنوات الاخيرة سببه سياستها في الشرق الاوسط و انحيازها المفرط لصالح اسرائيل مع تشديد الخناق المالي و الاقتصادي على الفلسطينيين اضافة الى عدوانيتها المستمرة على الدول الاسلامية . و قد تميزهدا العداء للشعوب الاسلامية باحتلال العراق و أفغانستان و تدخلها في شؤون لبنان بمساعدتها التيار الموالي للغرب الدي يقوده سعد الحريري و وليد جمبلاط . كما تدخلت واشنطن مباشرة في الصومال بتقديم الدعم العسكري و الاستخباراتي لاثيوبيا التي اجتاحت جيوشها شهر ديسمبر الفارط الاراضي الصومالية للاطاحة بأول نظام مستقر مند اندلاع الحرب الاهلية سنة 1991 أقامه اتحاد المحاكم الاسلامية الدي كسر شوكة أمراء الحرب فضلا عن قصفها المباشر للعديد من المواقع في الصومال . كما تعاتب الادارة الامريكية على سياستها اتجاه الجاليات المسلمة في الولاياتالمتحدة و حملاتها المباشرة ضد الاسلام وخرقها لحقوق الانسان كما تجلى دلك في اعتقال مئات من المسلمين دون محاكمة في سجن غوانتانمز بكوبا و في معتقلات سرية في العديد من الدول . كمال منصاري