صرّح المحامي السيد بوطرفة محمد، والد القاضي المغتال بوطرفة نبيل، للشروق اليومي خلال لقاء خاص في بيته، رفقة أفراد عائلته، أن النائب العام لدى مجلس قضاء عنابة، طلب الإطلاع على جميع الملفات القضائية، التي كانت موجودة ببيت القاضي الضحية، حسب تأكيد والده وعددها (100) مائة ملف، تمّ نقلها إلى مقر مجلس قضاء عنابة، إضافة إلى (42) ملف قضية وجدت في حقيبة القاضي مع جميع لوازمه الشخصية بسيارته. وأوضح السيد بوطرفة محمد والد الضحية، الذي يمتهن المحاماة، على مستوى مجلس قضاء سكيكدة، أين يملك مكتبا له بعزابة، أن مصالح العدالة تفحص حاليا جميع ملفات القضايا التي كان إبنه يعمل عليها بمحكمة أم البواقي، وهي تخص إختصاصات التجاري والجنح. ولدى سؤاله عن ظروف عمله بمحكمة أم البواقي، أوضح للسيد بوطرفة جمال، أخو القاضي الضحية، أن أخاه كان يعاني في الفترة الأخيرة من ضغوطات مهنية أثرّت على نفسيته، حيث أسرّ له خلال زياراته العائلية، أنه لم يعد يحتمل العمل بمحكمة أم البواقي، التي يرغب في مغادرتها، دون الإفصاح بالتفصيل عن طبيعة الضغوطات التي يعانيها، والتي ازدادت خلال الأيام التي سبقت مقتله، حسب تأكيد أخيه، الذي صرح للشروق اليومي، أن القاضي عبر له عن قراره في الإنقطاع نهائيا عن سلك العدالة، خاصة بعد ترقيته من قاضي الجنح إلى قاضي التحقيق بمحكمة أم البواقي. ولدى لقائها عائلة القاضي الضحية، أطلعت الشروق على الكثير من التفاصيل التي كانت تطبع الحياة اليومية للقاضي الذي يحظى باحترام ومحبة كل سكان الحي العتيق، بوطياح صالح (حي أوزاس) سابقا، إذ يروي أخوه ووالده مدى تعلقه بحيه وبجيرانه الذين كانت تربطه بهم علاقات طيبة، خاصة مع شبان الحي، حيث كان يُقدم المساعدة ويتبرّع ببعض من ماله على الشبان البطالين وفقراء الحي، ولم يكن يتردّد في مجالستهم بالمقهى وعلى الرصيف، أين كان يفترش معهم "الكارتون" لمجالستهم وتبادل أطراف الحديث معهم. وكان لوقع خبر مقتله، أثر كبير على جميع أفراد عائلته، خاصة والده (عمي محمد) الذي بذل جهدا كبيرا في الحديث معنا من شدّة التأثر والحزن، وهو نفس الشعور الذي لمسناه لدى أخيه جمال، الذي يشبهه لدرجة يبدو وكأنه توأم له. وأمام بيته المتواضع بالحي الشعبي (بوطياح صالح)، إجتمع الجيران والأصدقاء لمواساة العائلة، وسط جو مشحون بالحزن، زاده الطقس الغائم والأمطار كآبة، لفقدان نبيل، إبن الحي "والشاب الطيب" كما يصفه كل من التقتهم الشروق. وعن ملابسات إختفائه وظروف اغتياله، صرّح لنا أخوه جمال، أن القاضي كان يوم الثلاثاء الماضي في ضيافة أحد أصدقائه بمنطقة بونوارة بدائرة الخروب بولاية قسنطينة. وأكد أخو الضحية، أن هذا الأخير أجرى إتصالا هاتفيا، يوم الأربعاء على الساعة الثانية زوالا، ليخبر أحد أصدقائه المحامين بولاية عنابة، أن سيارته تعطلت بسبب خلل في المضخة الإلكترونية للبنزين، وأنه متوقف بين منطقتي بونوارة وعين مليلة. وحسب عائلة الفقيد فإن آخر مكالمة له أجراها معهم كانت يوم الأربعاء في حدود الساعة الثالثة زوالا عندما كانت سيارته من نوع بوجو 206 معطلة، حيث كان في اتجاه ولاية عنابة لقضاء عطلته الأسبوعية، ومنذ تلك المكالمة، أكدت العائلة أن هاتفه النقال ظل مغلقا لا يجيب، لغاية يوم الخميس على الساعة 10، أين اتصلت مصالح الدرك لبلدية البوني بالعائلة لتخبرها عن العثور على سيارة الضحية وبها مجموعة من الوثائق الشخصية الخاصة به، بطريق الزيتون الرابط بين الطريق الوطني رقم 44 والطريق الفرعي وادي النيل - الهرول. وكانت مصالح الدرك للبوني، قد عثرت على السيارة إثر بلاغ تلقته من سائق سيارة أجرة من نوع بوجو 505، أوضح لمصالح الدرك أنه تعرض لمحاولة توقيف اجباري، من طرف مجموعة من الأشخاص، كانوا على متن سيارة من نوع بوجو 206، جنحت بهم وخرجت عن الطريق. وأوضح أحد أفراد مصالح الأمن، لعائلة الضحية أن المعاينات الأولية لسيارة الضحية تشير إلى حدوث إطلاق نار من داخلها وهو ما أكده سائق سيارة الأجرة بوجو 505، الذي تحدث لمصالح الدرك عن تعرضه لإطلاق نار من سيارة من نوع بوجو 206، واثر هذه المعلومات تنقلت مصالح الدرك للبوني، بعد تلقيها تعزيزات، أين باشرت عملية بحث واسعة بين منطقتي وادي النيل والهرول، بمشاركة أهل الضحية وجيرانه، للعثور على القاضي، الذي كان الجميع يعتقد أنه تعرض لإعتداء ولايزال حيا، واستمر البحث بكامل المنطقة، تحت أمطار غزيرة، لغاية الساعة السابعة مساء، من يوم الخميس، أين تقدم سائق سيارة "فرود" من نوع "رونو 11" الى مصالح الدرك الوطني لبلدية الشرفة، ليخبرهم أنه عثر على جثة شخص في الأحراش، اتضح لاحقا، بعد استدعاء عائلة الضحية الذي نقلت جثته الى مصلحة حفظ الجثث لمستشفى عنابة، انه القاضي بوطرفة نبيل، بعد تعرف أخيه ووالده عليه. نور الدين. ب/ فارس.م br المكالمة اللغز.. في عين امليلة بعد تخرجه الجامعي إشتغل المرحوم نبيل بوطرفة لمدة ستة أشهر في محكمة ششار بولاية خنشلة، ومنها انتقل إلى المحكمة الإبتدائية بعين امليلة التي باشر فيها عمله من جانفي 2004 إلى 17 أكتوبر 2005 متقلدا منصب نائب وكيل الجمهورية، وأكدت كل المصادر القضائية التي تنقلت الشروق اليومي إليها وسألتها عن الفترة العملية للأستاذ نبيل بأنها كانت كلها (بردا وسلاما)، إذ كانت كل القضايا عادية ولم يكن هو الفاصل فيها وهذا قبل تنقله في 17 أكتوبر 2005 وترقيته إلى محكمة الجنح بأم البواقي، ذات المصادر القضائية أكدت أن الضحية زار عشية مقتله عين امليلة وتوجه حوالي الثالثة والنصف إلى مكتب صديقه وهو طبيب شرعي يقطن بقسنطينة، ولكنه ما لبث أن خرج مسرعا بعد أن تلقى مكالمة مجهولة.. وهو ما أكدته سكرتيرة هذا الطبيب الذي وجدناه نهار أمس في مهمة خارج مكتبه!! دمان ذبيح