أعلنت الولاياتالمتحدةالأمريكية أنها أسقطت التنظيم الإرهابي المُسمى «الجماعة الإسلامية المسلحة»، أو ما يُعرف ب«الجيا»، من قائمة التنظيمات الإرهابية الأكثر دموية في العالم، ويعود ذلك بالأساس إلى اندثار هذا التنظيم نهائيا، وتُعتبر هذه الخطوة بمثابة مكسب جديد للجزائر على اعتبار أن واشنطن اعترفت رسميا بالجهود التي قامت بها مصالح الأمن وقوات الجيش في بلادنا في مجال مُكافحة الإرهاب. قرار إسقاط «الجيا» من القائمة الأمريكية للتنظيمات الإرهابية في العالم تضمّنه آخر عدد من السجل الفيدرالي الصادر قبل أيام، وقد حمل رقم 7211، لكن واشنطن أبقت من جهة أخرى على تصنيف التنظيم الذي يُسمى ب «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» التي لا تزال، كما هو معلوم، تنشط بأعداد قليلة حيث يقتصر دورها على القيام بعمليات معزولة بعد الحصار والطوق الذي فرضته مختلف أسلاك الأمن. وبحسب ما جاء من تبريرات للإدارة الأمريكية في هذا الخصوص، وتحديدا تصريحات كاتبة الدولة للخارجية «هيلاري كلينتون» في القرار المؤرخ في 28 سبتمبر 2010، فإنه «بناء على تقارير رسمية لكتابة الدولة وبالاتفاق مع وزير العدل وكتابة الدولة للخزانة فإن الظروف التي أدت إلى تصنيف التنظيم الإرهابي منذ 2003 قد تغيرت..»، قبل أن تُضيف أن «الجماعة الإسلامية المسلحة لم تعُد منذ سنوات تتطابق مع مقاييس الجماعات الإرهابية الأجنبية، وبالتالي يجب حذف اسم هذا التنظيم من القائمة». ولفتت كتابة الدولة الخارجية في التقرير ذاته، ولو بشكل ضمني، إلى أن أغلب قيادات «الجيا» قد تمّ القضاء عليها من طرف قوات الجيش وأفراد الدرك وأسلاك الأمن، فيما التحقت عناصر أخرى ب «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» المُصنفة ضمن القائمة الأمريكية مع العلم أن هذا التنظيم الإرهابي أصبح يُطلق على نفسه اسم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي». وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن «الجماعة الإسلامية المُسلحة» تُعتبر واحدة من بين أكثر التنظيمات الإرهابية دموية في العالم، حيث ظهر إلى الوجود في العام 1992 في أعقاب الانقسامات التي عرفتها «الحركة الإسلامية المسلحة» التي أدّت فيما بعد إلى تناحر بين قياداتها، كما أنّ «الجيا» مسؤول عن الكثير المجازر والتفجيرات التي شهدتها الجزائر، خاصة منها العاصمة، في «العشرية السوداء»، وهي المجازر التي خلّفت الآلاف من الضحايا الأبرياء، إضافة إلى وقوف التنظيم وراء الكثير من الاغتيالات السياسية التي استهدفت المثقفين ومصالح الأمن ومسؤولين في الدولة. وزيادة على أن القرار الأمريكي حمل إشارات واضحة إلى اختفاء التنظيم الإرهابي «الجيا» بفعل تأثير الهزّات والضربات المُتتالية التي قادتها مختلف الوحدات التابعة للأمن الجزائري، فإنه كشف أيضا عن استسلام عدد كبير من عناصره قصد الاستجابة لإجراءات الوئام المدني في 1999، وبعده تدابير ميثاق السلم والمصالحة الوطنية في 2005، لكن في المُقابل ركّز التقرير بشكل كبير على التحاق عناصر ب «الجماعة السلفية». ويجدر التذكير بأن قائمة التنظيمات الإرهابية التي أدرجتها كتابة الدولية الأمريكية للخارجية شملت في وقت سابق 44 تنظيما إرهابيا منهم «الجماعة السفلية للدعوة والقتال»، ويعقب كل تصنيف في هذه القائمة إجراءات تكميلية منها مُصادرة الأموال التي أودعها التنظيم المُصنّف في الولاياتالمتحدة، بالإضافة إلى منع العناصر المشتبه بانتمائها إليه من دخول التراب الأمريكي.