"الإرهاب تراجع في الجزائر تحت ضربات قوات الأمن وانخراط المواطنين أكثر" أبرز التقرير السنوي للخارجية الأمريكية حول الإرهاب في العالم الجهود الجزائرية لتجفيف المنابع المالية للإرهاب والتقدم المحقق في السنوات الأخيرة للقضاء على الظاهرة في بلادنا، مشيرا إلى تراجع عدد العمليات الإرهابية بفضل ضربات قوات الأمن الجزائرية و انخراط المواطنين أكثر فأكثر في العملية. وقالت الخارجية الأمريكية في تقريرها الصادر أول أمس أن جهود مكافحة الإرهاب التي بذلتها مصالح الأمن الجزائرية والتي ترافقت بالرفض الشعبي الهائل لهذه الجماعات أدى إلى عزل تنظيم قاعدة المغرب الإسلامي (الجماعة السفلية للدعوة والقتال).وأشار التقرير إلى أنه رغم تحول أسلوب عمل الجماعات الإرهابية نحو العمليات الانتحارية، فإن القوات الجزائرية تأقلمت بسرعة مع الوضع وضيقت على التنظيم الدموي الذي يفضل العمل في مجموعات صغيرة واستعمال التفجيرات في عملياته والهروب عند اقتراب قوات الأمن والجيش من مواقعه. وقالت الخارجية الأمريكية في تقريرها الجديد أن الدولة الجزائرية قادرة على مجابهة الإرهاب داخليا.واستدل معدو التقرير على جدية السلطات العمومية في القضاء على التهديدات التي تمثلها الجماعات الإرهابية المارقة بتجنيد عشرات آلاف من رجال الشرطة(100000 بالتحديد) و التمركز بقوة في المدن الكبرى و تشديد الإجراءات الأمنية حول المطارات و تقوية الحضور الأمني على المناطق الحدودية .والنتيجة تراجع عدد العمليات الإرهابية و هو ما يؤكد جدية الحكومة الجزائرية في التعامل مع التهديدات الإرهابية كما جاء في التقرير.و وفق التقرير فقد ساعد انتشار الهاتف، المواطنين على التبليغ بأسرع وقت عن أماكن تواجد الإرهابيين و تسهيل مهمة مصالح الأمن في ملاحقتهم والقضاء عليهم.و لاحظت الخارجية الأمريكية الجهود التي تبذلها الدولة الجزائرية على المستوى الجهوي للقضاء على التهديدات الإرهابية من خلال إطلاق مبادرات ضمت تنسيق السياسات الأمنية و إنشاء قيادة مشتركة مقرها تامنراست للقضاء على التهديدات التي تمثلها بعض الجماعات المسلحة التي تمركزت في منطقة الساحل وجنوب الصحراء الكبرى،موضحا أن المبادرة التي قادتها الجزائر تحظى بدعم المجموعة الدولية منها ايطاليا والولاياتالمتحدة نفسها.وأشادت الخارجية الأمريكية في تقريرها السنوي حول الإرهاب بالجهود التي بذلتها السلطات الجزائرية على الساحة الدولية لمنع دفع الفدية للإرهابيين والتي توجت في ديسمبر الماضي بمصادقة الأممالمتحدة على نص لائحة بهذا الخصوص تحرم دفع الفدية. و هي مبادرة لقيت تأييد بريطانيا وروسيا والولاياتالمتحدة وهي من الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي.وأشار التقرير إلى تفطن السلطات الجزائرية إلى لجوء الجماعات الإرهابية للترويج للجهاد في العراق لتجنيد عناصر جديدة في صفوفها ،وأن كثيرا ممن جندوا لم ينقلوا إلى العراق بل إلى معاقل التنظيم الإرهابي.و سجل التقرير في سياق آخر ولوج التنظيم الإرهابي معركة الدعاية لتجنيد عناصر جديدة من خلال استعمال التكنولويجا الحديثة و التركيز على الصوة .وترى الخارجية الأمريكية أن التنظيم الإرهابي يستهدف المصالح الحكومية و التأثير على الاستثمارات الخارجية.و مع أن الطاقم الجديد للخارجية الأمريكية لم يشر إلى التعاون الثنائي الأمريكي الجزائري، إلا أنه تحدث عن قيام الولاياتالمتحدة بمنح دعم مالي وتقني لدول الساحل ومنها الجزائر و توفير مدربين لقواتها العسكرية لتطوير قدراتها على مكافحة الإرهاب ومنع تهريب المخدرات والبشر في إطار ما يعرف بمبادرة الساحل،أو مبادرة الشرق الأوسط. الجيا والجماعة السلفية ضمن قائمة التنظيمات الإرهابيةوأشار التقرير أن حصيلة ضحايا القاعدة في 2009 كانت عند أدنى مستوياتها منذ نحو 4 سنوات، وقال أن الإرهابيين شنوا 10999 هجوماً في أنحاء العالم في 2009 وهو العدد الأقل منذ 5سنوات مقارنة ب 14443 هجوما في 2006.وتابع التقرير، أنه "بالإضافة إلى التراجع الميداني، بات تهديد القاعدة أكثر اتساعاً مما كان عليه في السنوات السابقة، رغم تأكيده أن التنظيم ارتبك بفعل العمليات العسكرية في المناطق القبلية الباكستانية التي أدت إلى مقتل عدد من القادة الميدانيين للقاعدة.و أكد التقرير مقتل 14971 شخصاً في هجمات إرهابية في 2009 مقارنة ب 22736 قتيلا في 2006 وأبقى التقرير سورية والسودان وكوبا على لائحة الدول الراعية للإرهاب، بينما وضع كوريا الشمالية خارج هذه القائمة.و أبقت الخارجية الأمريكية لعام جديد على اسم الجماعة الإسلامية المسلحة الدموية ضمن قائمة التنظيمات الإرهابية في العالم رغم اندثار التنظيم بفعل القضاء على أغلب أعضائه و استفادة آخرين من إجراءات المصالحة أو التحاق بفلول الجماعة السلفية.كما ضمت قائمة التنظيمات الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي تضم وفق تقديرات الخارجية الأمريكية 1000 مقاتل يتمركزون في المناطق الجبلية للجزائر وبعض بلدان منطقة الساحل.