أعلنت وزارة الدفاع الموريتانية مساء أول أمس انتهاء العملية العسكرية التي نفذتها قوات من وحدة مكافحة الإرهاب ضد عناصر التنظيم الإرهابي المسمى ''القاعدة في بلاد المغرب'' في عمق الأراضي المالية بدعم فرنسي وفقا لما أكدته جهات نيجيرية، وهي العملية التي نفت فيها بماكو أن يكون قد تجاوز عدد القتلى من عناصرها ستة جنود. وأوضحت الوزارة في بيان لها أن هذه العملية أسفرت عن مقتل 12 من القاعدة وجرح عدد غير محدد منهم، في حين قتل ستة جنود موريتانيين وأصيب تسعة آخرين، مفندة بذلك الأنباء التي تحدثت عن مقتل ما لا يقل عن 15 جنديا من وحدات الجيش المالي، إضافة إلى إحراق خمس آليات تابعة له. وأشار البيان نفسه إلى أن العملية كانت ''إجراء استباقيا'' لإحباط ''نوايا إجرامية'' كانت تستهدف قاعدة عسكرية موريتانية في المنطقة، والتي أتت بعد أن رصد الجيش الموريتاني منذ أيام ''مجموعة إرهابية تتنقل على شكل رتل مسلح محمول في اتجاه حدود بلادنا مع جمهورية مالي الشقيقة بغية مهاجمة إحدى قواعدنا العسكرية في المنطقة''. وقال البيان ''كإجراء استباقي لإحباط هذه النوايا الإجرامية اعترضت وحدة من جيشنا الوطني مساء الجمعة 17 سبتمبر 2010 هذه المجموعة الإرهابية، ودخلت على الفور في اشتباك عنيف معها استمر مساء الجمعة وطوال الليل قبل أن يلوذ الإرهابيون بالفرار، مخلفين خسائر فادحة في الأرواح والمعدات''. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر أمني مالي قوله مساء أول أمس ''انتهت المعارك، هذا ما لاحظناه ميدانيا، الطائرات الموريتانية المقاتلة التي حلقت فوق المنطقة جعلت المهاجمين يتراجعون لفترة''. وقال مسؤول مالي إن طائرة عسكرية موريتانية وصلت السبت إلى تومبوكتو على بعد 900 كلم شمال شرق باماكو لإسعاف ونقل العسكريين الموريتانيين الجرحى. وكان مصدر عسكري جزائري في المنطقة قد قال للوكالة الفرنسية إن ''عدد الجنود الموريتانيين القتلى هو 15 على الأقل''. وقال نائب مالي إن ''تنظيم القاعدة في بلاد المغرب جر الموريتانيين إلى الصحراء للإيقاع بهم''، مشيرا إلى أن قائد مجموعة القاعدة التي قاتلت الجيش الموريتاني ''هو يحيى أبو همام أحد مساعدي عبد الحميد أبو زيد''، أحد أمراء التنظيم. وربط ناطق باسم الحكومة النيجيرية بين الهجوم الذي شنته موريتانيا بقضية اختطاف 7 عاملين مع شركة ''آريفا'' الفرنسية بالنيجر، هم 5 فرنسيين، وكونغولي وآخر من مدغشقر، وقال إن عناصر ''القاعدة في بلاد المغرب'' الذين اشتبكوا مع القوات الموريتانية هم ''مجموعة يحتمل أن تكون على ارتباط بخاطفي الرهائن السبعة''. ومن جانبه، سارع متحدث باسم الخارجية الفرنسية في باريس إلى القول ''لا قوات فرنسية على الأرض''، مخافة أن تؤخذ مشاركة بلاده مطية من التنظيم الإرهابي لإعدام الفرنسيين المختطفين على الرغم من تأكيد عدة أطراف على مشاركة طائرات فرنسية في هذا الهجوم الذي تم في مالي دون مشاركة هذه الأخيرة. إلى ذلك، ذكرت مصادر مطلعة أن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز سيعقد اجتماعا مصغرا مع وزراء الداخلية والدفاع، ووزارة الأمانة العامة للرئاسة لبحث التطورات الجارية ونتائج المعارك التي خاضتها موريتانيا مع القاعدة.