تسببت اشتباكات عنيفة وقعت نهاية الأسبوع الماضي بين قاعدة المغرب وقبيلة عربية بتمبكتو الواقعة في شمال مالي في مقتل 4 عناصر من قاعدة المغرب ورجل من القبيلة حسب ما أفاد به مصدر عسكري لوكالة الأنباء الفرنسية. وأضاف نفس المصدر أن هذا الأمر كان يحضر له من قبل في عملية انتقامية لمقتل عقيد في الجيش المالي من قبل الجماعات الإرهابية أثناء خروجه من المسجد. في هذه الأثناء، أشارت مصادر عسكرية في شمال مالي، مع مصدر أمني أجنبي في هذه المنطقة لنفس المراجع، أن ''مسؤولا كبيرا قد نجا من الاعتقال في مداهمة قامت بها دورية عسكرية موريتانية''. وفي سياق ذي صلة أفاد نفس المسؤول أن الجيش الموريتاني يتواجد في منطقة تمبكتو بشكل مكثف، وهو''يتبع حركة الإرهابيين'' كجزء من إستراتيجيته في تبني ''الهجمات الاستباقية'' التي تنفذ ''لمنع تسلل المجرمين إلى موريتانيا''. وأضاف قائلا ''نحن مستعدون للتدخل في أي وقت ضد هؤلاء المجرمين الذين يتخذون الجبال ملاجئ لهم ونادرا ما يجرؤون على ترك مخابئهم''. وأجرى الجيش الموريتاني في سبتمبر عمليات عسكرية مكثفة ضد وحدات القاعدة في المغرب في شمال مالي حيث تنشط الجماعات الإرهابية. وتحدثت مصادر مطلعة في شمال مالي أن الاشتباكات التي جرت مساء الإثنين الماضي في الشمال المالي يعتقد أنها أيضا بين عناصر من تنظيم قاعدة المغرب وعناصر يعتقد أنها تابعة للأمن الموريتاني في منطقة النعيمة التي تبعد 80 كلم غرب شمال تنبكتو. وأضافت المصادر ذاتها أن الاشتباك وقع عندما حاولت المجموعة التي اعتقلت في وقت سابق عمر الصحراوي أحد نشطاء القاعدة والمسمى إبراهيم ولد هندك من قبيلة لبرابيش وقد نجا من الاعتقال بعد اشتباكات عنيفة. وحسب المصادر التي أوردت الخبر فإن الاشتباكات التي وقعت ليلة الثلاثاء شمال تنبكتو على طريق أروان غير بعيد عن ''حاسي سيدي'' قد فشلت في اعتقال إبراهيم ولد هندك وأدت إلى قتل جبريل قائد المجموعة المهاجمة والعاملة لصالح شبكات المخابرات الموريتانية والعناصر الموالية لها في الإقليم. وتأتي هذه العملية في أعقاب العملية التي قادها متمردون سابقون ينتمون لقبائل الطوارق شمال مالي الشهر الماضي، حيث تصدوا ل 12 مهرّبا مسلّحا في اصطدام عنيف جمعهم.. وتم اعتقال أفراد آخرين من صفوف ذات المهرّبين المختصّين في تهريب المخدّرات القويّة دون الكشف عن جنسياتهم رغم الحديث عن كون ''نفوذ'' القتلى للتراب المالي قد تمّ من تلاقي الحدود الجزائرية والمغربية الواقعة شمال البلاد. ويأتي هذا أيضا في وقت ينتظر المقاتلون ''التّائبون'' عن التمرّد بشمال مالي ''الشارة الخضراء'' من الحكومة المالية، عقب هذه العملية، إذ أفادوا عن عزمهم عقد اتفاقات مع حكومة مالي، وكذا دول النيجر والجزائر وبوركينافاسو وليبيا، حتّى يُجعل من فرق الطوارق العابرة للصحراء سدّا أمام مدّ التهريب الدولي للمخدّرات وكذا أولى الخطوط الدفاعية لصدّ مناوشات تنظيم قاعدة المغرب.