أعلنت كتابة الدولة الخارجية الأمريكية أن الندوة الخاصة بريادة الأعمال التي تنطلق أشغالها اليوم بالجزائر، وتستمر يومين، ستكون مناسبة لنائب كاتب الدولة المكلف بالاقتصاد والطاقة والعلاقات التجارية من أجل تحديد إستراتيجية جديدة بخصوص مستويات التعاون مع البُلدان المغاربية، كما اعتبرت التعاون مع دول منطقة شمال إفريقيا بمثابة مسألة بالغة الأهمية لخلق شراكات واعدة على مختلف المستويات. أكدت سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية أن تنظيم أول ندوة «أمريكية-مغاربية» حول ريادة الأعمال بالجزائر، جاء نتيجة مُباشرة لكل من خطاب الرئيس «باراك أوباما» في القاهرة يوم 4 جوان 2009 وكذا القمة الرئاسية حول ريادة الأعمال المنعقدة في 26 و27 أفريل الماضي بواشنطن، وأشارت إلى حرصها على نجاح هذا الملتقى الهام الذي سيترأسه نائب كاتب الدولة الأمريكي المكلف بالاقتصاد والطاقة والعلاقات التجارية، «خوسي فرنانديز». وأفادت السفارة في بيان لها تلقت «الأيام» نسخة منه أن هذه الندوة التي تُنظم من طرف كتابة الدولة للخارجية بالتنسيق مع مجلس الأعمال الجزائري-الأمريكي، سوف تنتهي بإعلان «خوسي فرنانديز» عن مجموعة من الشراكات وصفتها ب «بالغة الأهمية» مع المغرب العربي، كما لفتت إلى أن هذه الشراكة «قد طُورت مع شمال إفريقيا بمعية عدد كبير من الشركاء الخواص والعموميين وبالتعاون مع كل البلدان المشاركة في هذه المبادرة أي الجزائر، ليبيا، موريتانيا، المغرب وتونس». وتُشير التفاصيل التي قدّمتها مصالح السفارة الأمريكية إلى أن «هذه الشراكة تهدف إلى تشجيع الالتزام الاقتصادي المُتزايد للولايات المتحدة في منطقة المغرب العربي، بالإضافة إلى استغلال الفرص الاقتصادية في المنطقة»، وأضافت بهذا الخصوص «هذه الشراكة تتضمن عدة برامج ملموسة والتي سوف تُشجع الشركات الناشئة، وتُعزز الشراكات التجارية العابرة للحدود، وتُنمي التكنولوجيا والابتكار»، إلى جانب كونها «شراكة تفتح فرص أفضل للحصول على رأس المال في المغرب العربي، وتربط الشباب ورجال الأعمال من كل الأعمار في جميع أنحاء المنطقة وفي الولاياتالمتحدة». وزيادة على ذلك أوضح البيان أن الشراكة التي تبحث عنها واشنطن في المنطقة المغاربية «ستوفر أيضا عدة سُبل لتمكين الشركاء من قطاع الأعمال والجامعات والهيئات العامة في المغرب العربي والولاياتالمتحدة من العمل معا بشكل أوثق لتعزيز الفرص الاقتصادية في المنطقة»، كما أشار إلى « أن تدعيم الروابط العابرة للحدود في المغرب العربي سُيمكن رواد الأعمال الإقليميين من الاستفادة بشكل أفضل من الأدوات المتاحة لمعالجة القضايا الاجتماعية والاقتصادية الحاسمة، مثل ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب». وأرجعت إدارة البيت الأبيض هذا الالتزام الجديد في منطقة شمال إفريقيا إلى رؤية الرئيس «أوباما»، من أجل خلق إطار يهدف إلى تعزيز الحوار والتفاهم والتعاون العميق بين الدول ذات الأغلبية المسلمة والولاياتالمتحدة، وتابع بيان السفارة «إن أحد الجوانب الرئيسية لهذه الشراكة المتنامية هو التركيز على ريادة الأعمال»، حيث اعتبر أن «ريادة الأعمال في الولاياتالمتحدة تُعدّ جزءا أساسيا في تكوين مجتمع حيوي ومزدهر. وتُعتبر ريادة الأعمال وسيلة لتبادل الأفكار وتحقيق الأمن والفرص في جميع أنحاء العالم». ومن شأن ندوة الجزائر، وفق وجهة نظر الأمريكيين، أن تسمح بترقية قدرات رواد الأعمال من خلال ورشات تكوينية وفرص لبناء شبكات التواصل، من منطلق أن «منطقة المغرب العربي المكان الأمثل لإطلاق هذه الشراكة بالنظر إلى تزايد فئة الشباب»، مع العلم أن الندوة ستجمع بين رواد الأعمال الشباب الطموحين ورجال الأعمال من شمال إفريقيا، وكذا الجالية الشمال الإفريقية، جنبا إلى جنب مع كبار رؤساء المؤسسات ورواد الأعمال الأمريكيين. وسيشارك في هذه الندوة وفد من المحاضرين الأمريكيين يتألف من رواد أعمال وممثلين بارزين عن العديد من المنظمات من بينها مؤسسة «كوفمان»، إتحاد داعمي رؤوس الأموال، منظمة حاضنة التكنولوجيا «تيك تاون إنكيوبايتر» لمدينة ديترويت، تحالف المؤسسة الاجتماعية، المؤسسة الأمريكية للبحث المدني والتنمية، منظمة التعليم من أجل التشغيل، معهد ريادة الأعمال في المجال الإبداعي، مدرسة الأعمال «هاس» لجامعة كاليفورنيا بيركلي بالإضافة إلى كلية «بابسون».