حددت ندوة الشراكة بين المقاولين المغاربة والأمريكيين في طبعتها الأولى المنعقدة بالجزائر مجالات التعاون وأطر تنفيذ الاستراتيجية الأمريكية لمساعدة مقاولي المنطقة بما يخدم مصلحة الطرفين ويشجع التبادلات الاقتصادية بين الجانبين. وتوجت الندوة المنعقدة يومي الأربعاء والخميس بفندق الهيلتون بالعاصمة بعدة توصيات ترمي إلى دعم مبادرة الشراكة مع المنطقة المغاربية والتي ترتكز على تشجيع ومرافقة المقاولين الشباب، وتمكينهم من الاستفادة من التجربة الأمريكية لإنشاء مؤسسات صغيرة ومتوسطة قادرة على تحويل المنطقة ككل إلى قطب اقتصادي. واتفق المشاركون في تلك الندوة على خلق مراكز امتياز تتولى مؤسسة ''أسبان'' الأمريكية تنفيذها، كما تعمل المؤسسة على مرافقة الطلبة الذين يتخرجون من الجامعات والمعاهد ويحملون مشاريع مؤسسات. ولتطبيق هذه التوصيات أُعلن في ختام الاجتماع عن التوقيع قريبا على اتفاق شراكة بين مدرسة أم دي أي-الجزائر (مناجمانت ديفلوبمنت انترناشينال) والبرنامج الأمريكي ''إنجاز'' المكلف بمتابعة ومرافقة الشباب المقاول. ويقضي هذا الاتفاق بمرافقة برنامج ''انجاز'' للأكاديمية الجزائرية للمقاولة المنشأة أخيرا من قبل مدرسة ام دي اي-الجزائر في مجال إدارة الأعمال والتسويق والتكوين لصالح المقاولين الشباب الجزائريين. وسيسمح الاتفاق ب''تسطير برنامج عمل يهدف إلى تنمية روح المقاولة لدى الشباب المقاولين الجزائريين'' بفضل خبرة برنامج ''إنجاز العرب'' الذي يعد فرعا إقليميا لبرنامج انجاز. وللإشارة فإن برنامج مرافقة المقاولين الشباب أنشئ سنة 1919 بالولاياتالمتحدة ويقوم على التعلم بالعمل في نحو120 بلدا منها 13 بلدا عربيا. وتمت مرافقة نحو100 مليون شاب مقاول من قبل هذا البرنامج على مدى 90 سنة من وجوده. وفي سياق دعم التعاون الجزائري الأمريكي في مجال المقاولات أعلنت وزارة التجارة استعداد الولاياتالمتحدةالأمريكية لمرافقة المقاولين الجزائريين. وأبلغ مساعد كاتب الدولة الأمريكي المكلف بالاقتصاد والطاقة والشؤون التجارية السيد جوزي فرنانديز وزير التجارة السيد مصطفى بن بادة بعد لقاء جمعهما بمقر الوزارة استعداد بلاده لتقديم كل أشكال الدعم المالي والمرافقة المعرفية للمؤسسات الجزائرية. ومن جهته أوضح السيد بن بادة أن هذا الشكل من التعاون سيعزز أكثر العلاقات الثنائية بين البلدين خاصة في المجال الاقتصادي، ودعا في هذا السياق إلى ''ضرورة إيجاد آليات فعالة للاستفادة من الخبرة الأمريكية خاصة في اتجاه تطوير المبادلات التجارية خارج المحروقات''. كما دعا السيد بن بادة الطرف الأمريكي إلى استغلال ''الفرص الجديدة التي يوفرها المخطط الخماسي (2010-2014) وكذا ''صياغة علاقات مستديمة بين البلدين''. وشدد الوزير أيضا على ''ضرورة أن تقوم الولاياتالمتحدةالأمريكية بدورها في تسهيل انضمام الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة''. وحول هذا الموضوع اكتفى السيد فرنانديز في ندوة صحفية نشطها رفقة سفير الولاياتالمتحدةالأمريكيةبالجزائر السيد دفيد بيرس في اختتام أشغال ندوة الشراكة المغاربية الأمريكية بالقول أن ''هناك التزاما حقيقيا بمواصلة الحوار''. ومن جهة أخرى أعرب المسؤول الأمريكي عن ''ارتياحه'' للمحادثات التي أجراها مع المسؤولين الجزائريين مسجلا التزامهم بتشجيع المقاولة. وقال ''لقد كانت لنا اجتماعات مفيدة مع إطارات سامية للحكومة الجزائرية كما أننا مرتاحون لكوننا نتقاسم أهداف المبادرة الجديدة لشمال إفريقيا للشراكة''. وأكد السيد فيرنانديز أن بلده ''سيسعى من أجل تعزيز مكتسبات ندوة الجزائر مع ضمان تحقيق أهداف هذه المبادرة بالتعاون مع البلدان المغاربية الخمسة خاصة فيما يخص تشجيع المقاولة وتوفير مناصب الشغل في المغرب العربي وتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي مع الولاياتالمتحدة مما يقتضي رفع عمليات الشراكة''. ووصف المناقشات مع المسؤولين الجزائريين ب''المثمرة جدا''، مجددا إرادة الإدارة الأمريكية في تعزيز الحوار والتفاهم والتعاون مع الجزائر. وأشار إلى أنه تطرق مع المسؤولين الجزائريين إلى سبل توسيع وتعميق العلاقات التجارية والاقتصادية مع الجزائر خاصة في مجال الطيران والهياكل القاعدية. وأضاف في هذا السياق ''لقد تحدثنا حول اهتمام الشركات الأمريكية بالسوق الجزائرية ورغبتها في الاستثمار في الجزائر. كما تطرقنا بصراحة إلى بعض العراقيل التي تعترض تطور العلاقات الاقتصادية بين بلدينا، لكنني على يقين بأن هذه العلاقات ستشهد تطورا''. وفي رده على سؤال حول الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الجزائرية في إطار قانون المالية التكميلي ,2009 أوضح المسؤول الأمريكي أن هذا الأمر شأن جزائري داخلي ولا يمكن للولايات المتحدة أن تتدخل في ذلك، غير أنه أضاف أن ''الاستثمارات الأجنبية في الجزائر في حاجة إلى إطار قانوني شفاف''. وفيما يخص احتمال انضمام الجزائر لاتفاق ''السماء المفتوحة'' قال السيد فيرنانديز أنه تطرق مع المسؤولين الجزائريين إلى رغبة الولاياتالمتحدة في إحراز تقدم في هذا المجال، مشيرا إلى أن بلاده تنتظر فقط الرد الجزائري للشروع في مفاوضات إتمام هذا المشروع. ومن جهته تحدث سفير الولاياتالمتحدة في الجزائر عن اهتمام متزايد من طرف الشركات الأمريكية بالسوق الجزائرية'' واعتبر زيارة السيد فرنانديز مؤشرا من الإدارة الأمريكية لدعم التعاون الاقتصادي. ومن جانب آخر وفي سياق دعم التعاون بين البلدين وقعت إدارتا الجمارك الجزائريةوالأمريكية على اتفاق تعاون أول أمس الخميس. وينص الاتفاق على التزام جمارك البلدين بتدعيم المساعدة المتبادلة خاصة في مجال الوقاية والبحث وقمع المخالفات الجمركية، وتوسع هذه المساعدة لتشمل أيضا تبادل المعلومات حول النماذج العملية الجديدة للجنة المخالفات'' وتبادل الخبرات في مجال الممارسات الخاصة بالإجراءات الجمركية وإدخال النظام المعلوماتي والتكوين، وعلى إقامة علاقات مباشرة بين المسؤولين المكفلين بالتحقيقات من أجل مكافحة أفضل لتهريب المخدرات مع إمكانية استعمال المعلومات والوثائق المرسلة أمام المحاكم.