دعت مصالح ولاية الجزائر المواطنين إلى مزيد من الحذر وعدم الانسياق وراء ما أسمته «الاستفزازات»، في إشارة منها إلى المسيرة غير المرخصة التي يتمسّك «الأرسيدي» بتنظيمها اليوم وسط العاصمة، وجدّدت التأكيد بالمناسبة أن «المسيرات ممنوعة في العاصمة» وأن أي تجمهر يدخل في خانة «المساس والإخلال بالنظام العام». ذكرت ولاية الجزائر أنها تلقت طلبا من «جمعية ذات طابع سياسي» من أجل تنظيم مسيرة اليوم السبت انطلاقا من «ساحة الوئام»، المعروفة سابقا بساحة أول ماي، باتجاه مقر المجلس الشعبي الوطني، لكنها ردّت على ذلك بالرفض بموجب أن قوانين الجمهورية لا تسمح بتنظيم مسيرات في العاصمة، وهو ما أشار إليه بيان الولاية بوضوح، على أساس أن «الأرسيدي» يُصرّ على المواجهة. واللافت في ما جاء في مضمون بيان مصالح ولاية العاصمة أنه لم يذكر حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية بالاسم، واكتفى في المقابل بالإشارة إلى أنه «جمعية ذات طابع سياسي»، لكن الأهم هو إشارته إلى أن هذه الجمعية تُريد الخروج إلى الشارع «دون حصولها على ترخيص إداري صادر عن الجهات الإدارية المخولة قانونا» من منطلق أن «المسيرات في العاصمة ممنوعة». وضمن هذا الاتجاه حرصت ولاية الجزائر على توجيه نداء عاجل إلى كافة المواطنين الذين طالبتهم بضرورة «التحلي بالرزانة والحذر وعدم الاستجابة للاستفزازات التي قد تصدر للمساس بالسكينة والطمأنينة العموميتين»، وهو استباق منها لما وصفته «المسيرة غير المرخصة التي تنوي جمعية ذات طابع سياسي تنظيمها يوم السبت 22 جانفي بالجزائر العاصمة»، وأكثر من ذلك أفاد المصدر ذاته أن «كل تجمهر بالشارع العمومي يعتبر إخلالا ومساسا بالنظام العام». وقد رافقت هذا البيان تعزيزات أمنية كبيرة بالقرب من مبنى الاتحاد العام للعمال الجزائريين الذي اختاره حزب «سعيد سعدي» نقطة انطلاق المسيرة التي أعلن عنها قبل أيام، كما شدّدت مصالح الأمن انتشارها على طول المنافذ التي تؤدي إلى العاصمة خاصة وأنه يُترقب أن يستنجد «الأرسيدي» بعدد من أنصاره من الولايات المجاورة على غرار بومرداس وبجاية وكذا تيزي وزو، وهو ما يبدو أن مصالح ولاية العاصمة قد أدركته من خلال توجيه البيان إلى كافة المواطنين الذين طالبتهم بعدم الانسياق وراء الاستفزازات. ورغم أن البيان الذي صدر عن ولاية الجزائر كان مقتضبا فإنه حمل الكثير من الرسائل التي تُشير في مجملها إلى أن الجهات الأمنية على استعداد لمواجهة أي إخلال بالنظام العام، إضافة إلى إدراكها بأن هذه المسيرة غير المرخّصة يهدف من خلالها التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية إلى زرع البلبلة واستفزاز مصالح لأمن لإعادة صور الصدامات مع المواطنين. ولا يخفى كذلك أن «ساحة الوئام» عرفت قبل أسبوعين مواجهات عنيفة بين مصالح الأمن وشباب الأحياء المجاورة، وهو ما أدى إلى تخريب بعض الممتلكات لم تسلم منها حتى بناية وزارة الشباب والرياضة التي تكسّرت واجهتها الأمامية بسبب رشقها بالحجارة، وعليه فإن الهدف الأساسي لحزب «الأرسيدي» من مسيرة اليوم هو محاولة التشويش والتحريض على العصيان المدني وتشويه صورة الجزائر في الخارج.