ويؤكد سكان القريتين الواقعين على بعد 12 كلم جنوب بلدية «سيدي غيلاس»، أن نداءاتهم للسلطات المحلية، القاضية بضرورة إصلاح وضعية الطريق الرئيسي الرابط بين وادي «الحمام» و«إيعلالن»، والذي يعد المنفذ الوحيد للعالم الخارجي، ظلت مؤجلة إلى إشعار آخر، رغم خطورة الطريق الغابي على مستخدميه، بسبب الانزلاقات التي يعرفها عند تهاطل الأمطار، ما دفع السكان إلى الاعتصام أمام مقر البلدية في العهدة الانتخابية السابقة، احتجاجا على عدم وفاء رئيس البلدية ورئيس الدائرة بوعودهما، والتي تخص تحديدا إصلاح الطريق، كما أن المشكل الذي يؤرق السكان أكثر، هو الخشية من حرمان التلاميذ المتمدرسين بإكمالية «مالك بن نبي» الواقعة بمركز مدينة «سيدي غيلاس» التي تبعد عنهم بحوالي 12 كلم من التعليم، بسبب احتمال انقطاع الطريق جراء الانزلاقات المصاحبة للأمطار ودخول المنطقة في عزلة كلية مثلما حدث في فصل الشتاء الماضي. وتختصر الأسرة التربوية وأولياء التلاميذ المعاناة في صعوبة التحاق أبناء الدواوير المبعثرة هنا وهناك بمدرسة الإخوة «بلقراد» بدوار «إيعلالن»، خاصة منهم أبناء دوار «عياش»، وهو ما أدى إلى تراجع نسبة المتمدرسين وتلاميذ المتوسطة الذين لا خيار لديهم سوى ركوب سيارة ''بيجو ''404 أو ''الهيلوكس تويوتا'' التي تقل عادة ما يفوق 15 تلميذا للالتحاق بمقاعد الدراسة، أو مغادرة المنازل في ساعات الفجر الأولى، والمشي عبر طريق غابية مختصرة قاطعين مسافة تتجاوز ال7 كلم، متحدين قساوة الطبيعة ومخاطرها للعودة ليلا إلى المنازل، والدخول في مشاكل مع إدارة الإكمالية بسبب الوصول المتأخر. كما مست المعاناة الطاقم التربوي المؤطر للمدرسة الابتدائية الوحيدة، الذي يضطر كل واحد منهم إلى دفع تكلفة شهرية لأصحاب سيارات ال ''404'' القادمين من «شرشال»، وحتى بعض بلديات غرب الولاية لرفع التحدي، غير أن حلمهم ببلوغ تلاميذهم مستويات تعليمية مشرفة بقي بعيد المنال، بسبب توقف التلاميذ عن الدراسة بسبب معوقات النقل. وبعيدا عن متاعب التنقلات اليومية، ترسم الحياة في منازل من الحجارة مكسوة بالتراب والزنك حياة بدائية للسكان، وهو ما لا يشجع على الاستقرار، ولسان حالهم يقول لماذا هذا الإقصاء؟ رغم كثرة الوعود، بعد الوقوف في وجه الجماعات الإرهابية المسلحة ومتاعب المبيت في الخلاء بداية التسعينيات بدل هجرة المنطقة، التي لم ينعم أهلها بالصحة، حيث بقيت قاعة العلاج الوحيدة التي شيدت في السنوات الأخيرة مغلقة، مكلفة إياهم دفع 500 دج للتنقل إلى دوار «غردوس» أو مقر البلدية لإجراء الفحوصات أو التلقيح، أما الحالات الاستعجالية فكثيرا ما تصل متأخرة ويتوفى صاحبها.