تشهد محطات نقل المسافرين بولاية جيجل، فوضى عارمة بسبب غياب التنظيم في العديد منها، فالزائر لعاصمة "الكورنيش" جيجل أو المدن الكبيرة على غرار "الميلية" و"الطاهير"، يلاحظ أن تلك المحطات ما تزال تعيش نفس الصعوبات وفوضى السنوات الماضية. تذمر مستعملو هذه المحطات من هذه الوضعية حيث قالوا عنها "وكأن الزمن بالنسبة إليها يسير إلى الوراء" فلإقبال على بعض الخطوط الطويلة يجعل المسافرين غالبا ما تحدث بينهم مشادات من أجل الحصول على مقعد، حيث يؤدي الإقبال عليها إلى امتلاء الحافلات في الساعات الأولى من الصباح، وهو ما يؤدي إلى بقاء الكثير منهم بالخصوص الطلبة والعمال عالقين بالمحطات وسط الفوضى، وحسبهم غالبا ما تعجز إداراتها عن احتوائها رغم التطمينات التي تقدمها من حين لآخر، من أجل التكفل بالأعداد الهائلة من المسافرين في كل مرة، وذلك من خلال استحداث خطوط جديدة تتماشى وطلبات المسافرين، لاسيما في المواسم الدراسية، الأعياد والمناسبات. هذا ويضطر بعض المسافرين من العمال والطلبة، في كل مرة العودة إلى منازلهم بعدما لم يسعفهم الحظ في الظفر بمقعد ضمن الحافلات التي تتجه بالخصوص إلى ولايتي سطيف والجزائر العاصمة، فيما يضطر البعض الآخر إلى الاستعانة بسيارات الأجرة رغم غلاء تكلفة التنقل، فيما يلجأ بعضهم إلى وسائل النقل الخاصة التي وجد أصحابها فرصة مواتية لابتزازهم، وبرمجة رحلات ينتفعون من وراءها ويحصدون منها مبالغ مالية معتبرة ولو على حساب الطلبة المغلوب على أمرهم، أو العمال الذين يتغربون عن أسرهم من أجل توفير لقمة العيش لهم.