تواجه أكثر من 150 عائلة بقرية «أولاد حمادي» ببلدية «الصبحة» التابعة إداريا لدائرة «بوقدير» غرب مدينة الشلف شبه عزلة، والتي فرضت عليها بفعل انعدم سبل التواصل مع العالم الخارجي نتيجة لعدة عوامل ويأتي في مقدمتها قلة وسائل النقل العمومي وكذا غياب الكثير من المرافق ووسائل العيش الكريم رغم إنها لا تبعد عن مركز البلدية إلا بأزيد من 7كيلومترات. وحسب ما أفاد به عدد من قاطينها ل"الأيام" فإن «أولاد حمادي» تعتبر قرية منسية، وهذه الوضعية ليست وليدة اليوم بل تعود لأربع وعشرين عاما خلت، والملاحظ أن الأوضاع المعيشة بها لا تسير إلا نحو الأسوأ عاما بعد عام، وذلك نتيجة لغياب برامج تنموية تنعش واقع سكانها، وهذا رغم ارتفاع معدل الكثافة السكانية بها ذلك أن معظمهم ظلوا متمسكين بها وبأراضيهم وممتلكاتهم لاسيما خلال سنوات التردي الأمني، على الرغم مما رافق ذلك من تهجير لعدد ليس بالقليل لسكان قرى ومداشر الولاية. وفي ذات السياق أكد محدثونا أن القرية لا تزال غير موصولة بقنوات المياه الصالحة للشرب، مما يضطرهم إلى الاستعانة بوسائلهم الخاصة لجلب هذه المادة مع ما يرافق ذلك من متاعب ومشاق في البحث والتنقل من أجل الحصول على شربة ماء تروي ضمأهم، غير أن العائلات التي تلحقها معاناة أكبر ذات الدخل الضعيف والتي لا دخل لها، على اعتبار أنها تفتقر للوسائل الضرورية لنقل المياه من القرى أو عاصمة البلدية إلى منازلها، ويزداد الأمر صعوبة بالنسبة لهؤلاء السكان في غياب شبكة الصرف الصحي أين يضطر هؤلاء السكان إلى الاستعانة بالوسائل التقليدية كبديل لهذه الشبكة، كما يجبر معظم السكان وخاصة العاملون والتلاميذ إلى قطع مسافة 7 كلم مشيا على الأقدام أو في عربات مهترئة، يحدث هذا معهم في ظل غياب حافلات تكفل نقلهم من مقر سكناهم إلى بلدية «الصبحة» من جهة، بالإضافة إلى غياب النقل المدرسي من جهة أخرى، رغم العدد الكبير لتلاميذ القرية والذين يعانون الأمرين في التنقل والالتحاق يوميا بمقاعد الدراسة بالبلدية وتزداد معاناتهم أكثر خلال الأيام الشتوية الماطرة، حيث أنه وبالنظر إلى وضعية الطرق المتهرئة وغير المعبدة والتي لم تعرف عملية إصلاح أو ترميم منذ الثمانينات، صعب على سكان القرية المذكورة التنقل، إلا عن طريق الاستعانة بجرارات بعض الفلاحين وببعض الحيوانات بالنظر إلى صعوبة التضاريس بها، وعدم إمكانية وصول أي مركبة أو وسيلة نقل إلى داخل القرية جراء اهتراء الطريق البلدي الذي يعتبر المسلك الوحيد الذي يصلهم بالبلدية، جدير بالذكر أن سكان ذات القرية احتجوا مؤخرا على أوضاعهم الاجتماعية المتردية، وتبع احتجاجاهم إصرارهم على الامتناع عن دفع مستحقات استهلاك الماء كتعبير عن عدم رضاهم عن الأوضاع المتردية التي صار عليها حال القرية اليوم. ويطالب سكان هذه القرية القريبة من الطريق الوطني «19 أ» بتوفير الإنارة العمومية وشبكة الغاز الطبيعي، علما أن الأنبوب الرئيسي لا يبعد عنها إلا ببضع أمتار، في حين أن سكانها يكابدون معاناة مريرة في الحصول على قارورة بوتان واحدة، وعلاوة على هذه النقائص يطالب شباب القرية بتوفير فضاءات للشباب والترفيه ومرافق ثقافية ورياضية لاحتضان شباب القرية الذي يعاني الفراغ والبطالة، فضلا عن توفير مشاريع تنموية لضمان استقرار هؤلاء السكان بمناطقهم الأصلية.