يعيش القاطنون عبر العديد من أحياء بلدية «الفيض» الواقعة شرق ولاية بسكرة حالة من الاستياء الناجمة من الانتشار الواسع لحشرة البعوض، والتي أرقت حياتهم وحرمتهم من راحة النوم، كما حالت دون استمتاعهم بالسهر ليلا. ويعود انتشار هذا النوع من الحشرات بتلك الأحياء إلى تلك القمامات المترامية هنا وهناك، وإلى المستنقعات التي تعرف التشكل عقب تهاطل الأمطار، كما أرجع عدد السكان الذين اقتربنا منهم ذلك إلى مخلفات قنوات الصرف الصحي التي تصب مباشرة في وادي «العوارج»، وهو ما يمثل تهديدا حقيقيا على الصحة العامة ذلك أنه يقع على مقربة من بعض المجمعات السكنية. وحسب ذات المتحدثين فإن الحي الجديد وحي «النخيل» و«قواسمي بشير» تعد من بين أكثر الأحياء تضررا, حيث انتهى انتشاره الواسع بتسجيل بعض الحالات المرضية لاسيما على شريحة الأطفال، وهو ما حتم على عائلاتهم الاعتماد على أنفسهم مستعينين في ذلك على طرق بدائية لمكافحة هذه الحشرة، ومن صور إشعالهم للعجلات المطاطية وحرقهم للقمامات لاعتقادهم أن الدخان مضاد لهذه الحشرة، لاسيما إذا أضيف لها بعض المواد والدهون كالمازوت ومادة أخرى تعرف محليا ب"القطران"، فيما اتجه آخرون إلى استعمال نوعية خاصة من القماش تسمى ب"لموسلين"، عن طريق خياطتها على شكل خيمة لتفادي اقتراب البعوض منهم طيلة الليل، غير أنها من جانب آخر تعيق نومهم وتحول دون راحتهم ليلا, ورغم تحرك السلطات المحلية لمكافحة هذا الداء إلا أنه ما يزال حسبهم محتشما ومتأخرا، ذلك أن حملاتهم لم تشمل البؤر الأساسية التي ظهرت فيها هذه الحشرة، ومن ذلك الوديان ومراكز تجمع المياه الراكدة والمزابل أين يضع فيه البعوض بيضه، ووسط معاناتهم وتخوفهم من انعكاسات هذه الحشرة ما يزال سكان تلك الأحياء ينتظرون التدخل الناجع، لاسيما أن بسكرة معروفة بنوعية ناموسها الخطير يشتهر باسم "ناموسة بسكرة"، ذلك أن آثارها من الصعب جدا التخلص منها, وما يعزز تمركزها بذات الولاية أنها وجدت كل الظروف المواتية التي تضمن لها التكاثر، ومن ثمة فإنه أصبح من الضروري التدخل العاجل للسلطات والهيئات الصحية للقضاء عليها قبل حلول فصل الصيف أين تزداد خطورته أكثر فأكثر.