لا أحد ينكر أو يتنكر لما حققه نادي وفاق سطيف، والانجازات الكبيرة التي وصل إليها حتى أصبح من أحد الأندية المرشحة بقوة لدخول عالم الاحتراف من بابه الواسع وبأعين مغلقة، كما أجمع عليه مناصري الوفاق، وذاع صيت اسم الوفاق من الخليج إلى المحيط، والكل يتغني بألقابه وتتويجاته بعد عقدين كاملين من ابتعاده عن منصات التتويج، حتى كاد الشارع يفقد الأمل في إعادة أمجاد الوفاق وما صنعه المرحوم "لعريبي" من بسمة وأفراح على وجهود السطايفية، ليحمل "سرار" ويحقق كل ذلك خلال عهدتين فقط. إلا أن هذا الأخير تحول إلى أحد صناع رؤساء النادي السطايفي، الذين توالوا على تسيير أمور الفريق على غرار"مصطفى صالحي"، " برنار جابي" و"كمال محدادي" ..وغيرهم ليتسلم الرئاسة موسم 2003/2004 وتنطلق المسيرة.. ،والتي كادت أن تنتهي قبل ولادتها بعد واقعة "اتحاد جدة"، ليعود من بعيد ويبني إمبراطورية كروية حقيقية استطاع أن يحول وفاق سطيف من نادي يلعب الأدوار الثانوية إلى صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في تحديد البطل، أيضا الصعود على منصبة التتويج، وهو ما زاد من صلابة إمبراطورية هذا الأخير كما أصبح من أبرز رؤساء الأندية وطنيا وعربيا، إلا أن الهزات والأعاصير التي ضرب بيت الوفاق خلال هذا الموسم أثرت كثيرا على عرش رئيس الفريق، ليكون الإقصاء من رابطة الأبطال الإفريقية على يد فريق "القطن الكاميروني" هذا الإقصاء بمثابة ضربة قاضية أدخلت الفريق السطايفي إلى غرفة الإنعاش، وضيع بداية النهاية لإمبراطورية "سرار" الكروية قبل نهاية عهدته الأولمبية. سياسية الهروب عفنت الأمور و ضيعت كل الألقاب عكس المواسم الماضية التي كان يعيش فيها الوفاق، هزات عنيفة إلا أن التحلي بالحكمة والتشاور كان ينقذ الوفاق وحتى رئيس الوفاق آنذاك"سرار"، حيث كان يلقب برجل المطافئ ويخرج الفريق إلى بر الأمان بل الأكثر من ذلك في عز تلك الأزمات استطاع الوفاق من تحقيق ألقاب وطنية وعربية، إلا أن هذا الموسم وحسب المتتبعين وحتى اللاعبين أنفسهم الذين أكدوا أكثر من مرة أن الإدارة اتبعت سياسية الهروب إلى الأمام، حتى تتجنب غضب الأنصار وغياب سياسة التحاور معهم أو مصارحة الأنصار بالحقيقة كان من الكبائر ومع أي مشكلة يسرع المسيرين إلى التكذيب، أو ذر الرماد في أعين الإعلاميين وحتى الأنصار لتخفيف الضغط لا غير، وهو ما أوصل النسر الأسود إلى الطريق المسدود وضياع اللقب تلو الأخرى، ولم ينل أبناء عين الفوارة لا أبيض ولا أسود، ليحدث لإدارة النادي السطايفي مثل ذلك الغراب الذي أراد تعلم كيف تمشي اليمامة وضيع طريقة سيره.... فشل الإدارة في التسيير وراء تمرد اللاعبين من الأشياء الفاضحة التي لم تحدث في بيت الوفاق في أغز أيامه، كما أنها كانت من أهم الأسباب التي أدت إلى انهيار إمبراطورية "سرار" الكروية، تمرد اللاعبين والمشاكل الكثيرة التي حدثت بينهم وصل الأمر إلى حد الضرب والتشابك فيما بينهم، وأمام أعين الجميع دون رد فعل يحفظ كبرياء النادي، أو حتى ما زرعه المرحوم "لعريبي" في رفقاء "سرار"، والأكيد أن تمرد اللاعبين لن يكون من فراغ لأن الإدارة ببساطة كانت كالحاضر الغائب والمعروف أن فاقد الشيء لا يعطيه.
الوفاق منتخب وطني.. لكن على الورق فقط وما زاد من غضب محبي وأنصار الوفاق، بعد ضياع كل الألقاب والخروج برقم "صفر" خلال هذا الموسم الكروي الغريب، الذي يعتبر السنة السوداء في مسيرة رئيس مجلس إدارة "سرار"، الذي جلب أحسن وألمع اللاعبين في البطولة الوطنية، حتى أصبح الوفاق يلقب بالمنتخب الوطني بعد أن تم استدعاء معظم لاعبيه إلى تقمص ألوان الخضر، سواء مع المنتخب الأول أو المحلي، إلا أن تبخر الأحلام وإنهاء الموسم مبكرا للاعبي الوفاق جعل الأنصار يصفون هؤلاء بأنهم منتخب وطني لكن على الورق فقط، بالنظر إلى الأموال الطائلة التي صرفت من أجل جلبهم أو ضمان بقائهم لمواسم أخرى في الفريق. خمسة مدربين فهل من مزيد..؟؟ بعد أن كان الوفاق السطايفي مثالا حيا في الاستقرار الفني والإداري خلال المواسم الماضية حيث لم يتعدى عدد المدربين خلال الموسم اثنين على أكثر تقدير، أصبح في الموسم عكس ذلك، حيث وصل عدد المدربين إلى خمسة، ولم سبق للنادي أن استقدم هذا العدد عبر تاريخه حتى لما كان يلعب من أجل تفادي السقوط، وما زاد من حيرة الشارع السطايفي هو طريقة رحيل أو إقالة هؤلاء المدربين بدء من «زكري» وصولا إلى «جياني»، حتى إن مصير «الجوكير» المدرب الفلسطيني «حاج منصور» على كف عفريت، وقد تكون الإقالة الرسمية اليوم بعد نهاية لقاء العميد، مما سيدفع الإدارة إلى استقدام مدرب آخر يكمل ما تبقى من عمر البطولة المحترفة. «سرار» أراد تدارك الوضع قبل فوات الأوان وفي ظل تزايد غضب الأنصار والشارع السطايفي من وضعية الوفاق الذي أنهى الموسم مبكرا، لم يجد رئيس مجلس الإدارة «سرار» من مخرج إلا عقد ثلاثة اجتماعات مع مسيرين سابقين وأيضا بعض رجال الأعمال لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، حيث اتفق الجميع على التنقل إلى العاصمة والوقوف بجانب اللاعبين والعزم على تحقيق الفوز أمام العميد، إلا أن إصرار «حمّار» على موقفه الرافض لعودة المسيرين السابقين أفسد حسب مقربين من «سرار» كل حساباته. «سرار» طالب «حمار» بالاستقالة لكنه رفض كما علمنا أيضا أن رئيس مجلس الإدارة «سرار» طلب بصفة رسمية من رئيس النادي «حسان حمّار» الاستقالة من الفريق وكان ذلك عشية الخميس الماضي، كما طلب منه أيضا عدم التنقل إلى العاصمة إلا أن هذا الأخير رفض هذا الطلب جملة وتفصيلا، وأكد أنه سيُواصل مهامه حتى نهاية الموسم الكروي، وأن الجمعية العامة هي التي ستقرر مصيره في دورتها العادية، وهو ما يؤكد أن العلاقة بين الرجلين بدأت تتوتر خلال الأيام الماضية، وهو ما دفع ب«سرار» إلى تأكيد استقالته من إدارة شركة الفريق والابتعاد نهائيا من محيط الوفاق. الحديث عن تسريح 14 لاعبا نهاية الموسم وفي السياق نفسه أكد الرئيس السابق لنادي «سرار» خلال اجتماعه الأخير مع المسيرين السابقين على ضرورة تدارك الأخطاء التي ارتكبت هذا الموسم، وكشف هذا الأخير عن نيته في تسريح ما يقارب 14 لاعبا، وهو ما يؤكد أن معظم لاعبي الوفاق هذا الموسم سيجبرون على مغارة الفريق، وأضاف «سرار» أنه يريد استقدام لاعبين جدد وصغار السن حتى يعطي نفسا جديدا للفريق بعد المشاكل الكبيرة التي افتعلها بعض اللاعبين الحاليين.