الوزير السّابق الدكتور محي الدين عميمور أكّد ل"الأيام" أن المسرح يعتبر أحد مقوّمات البناء الهامة في الأمم، مضيفا أن وحدة اللغة ضرورية لضمان وحدة الأمة، ومشيرا أنه يجب الاعتماد أيضا على التوجيه السياسي لهذا الفن.. - يعتبر المسرح أحد الأدوات الثقافية الهامة في إبراز هوية الأمم ونشر ثقافاتها، كيف يرى الأستاذ "عميمور" دور المسرح الجزائري في تعزيز مقوّمات الأمة؟ المسرح بالذات عنصر جمع للأمة كلها كما قد يكون عنصر تفريق لها، ففي حالة أن يكون عنصر تجميع للأمة يجب أن يتوفر فيه عنصر أول وهو أن لا يتعهد المسرح المسرحيون الذين تكوّنوا في جانب مسرحي واحد، بل يجب أن يخرج المسرح من الثانويات والجامعات والمدارس والمزارع والمصانع حتى يكون انعكاسا وصورة للأمة كلها. كما أن هناك شرط ثان وهو أنه لا يمكن إطلاقا أن يتقدم المسرح في أي بلد إلا إذا كانت له لغة واحدة، فتعدد اللغات لا يمكن أن يجعل المسرح انعكاسا لوحدة وطنية، ولا يمكن أن يقوم بدوره كرائد للحركة الوطنية، وبالتالي علينا الآن أن نعزّز تواجد لغتنا ونساهم في التّمسك بها، ونقوم باختيار لغة مسرحية سهلة بسيطة، حيث يمكن أن يجد فيها المستمع الجزائري ذاته الطبيعية وأن يحس بجوارها أنه موجود. وإذا حاولنا أن نصنع مسرحا متعدد اللغات وهجينا غير متناسق، هنا نحطم الأمة ونعيق الفن الرابع، ونجعله يفشل في القيام بدوره الرّسالي. دائما يكون المسرح مرافقا لحركات التغيير الكبرى، على غرار حركة هذا الفن قبل وأثناء وحتى بعد الثورة التحريرية الكبرى، ماهي الرسالة الضرورية التي يجب أن يتمسك بها المسرح الجزائري والفنان الجزائري في المرحلة الجارية؟ من دون شك المسرح هو معيار لوحدة الأمم والشعوب وحدة الوطن الجزائري ووحدة الوطن العربي ككل، كما لا يلزمنا، ولا يصح القول أبدا أنه كي ننطلق ونلج للعالمية يجب أن يكون لدينا مسرح باللغة الفرنسية، فباب الدخول إلى العالمية هو النشاطات المحلية القوية والمميزة، وهكذا نصل إليها، غير أن هناك أبواب تدعم هذا التوجه للعالمية عن طريق الترجمة، فهناك عديد المسرحيات الجزائرية الكبيرة مترجمة لمعظم لغات العالم، لذا يجب إن نستفيد من هذه التجرية والتّجارب الوطنية السابقة، وعلى كل حال يجب أن يكون المسرح في وضعيته الموحدة ذو لغة واحدة، ويأخذ فسحة راقية متوسطة عامية أقرب للفصحى، وبغير هذا لا يمكن أن يقوم بدوره. فيما يخصّ أداء المسرح، هل يمكننا القول أنّه ارتقى بعد فترة الجفاء والتراجع التي عاشها الركح أثناء سنوات التسعينيات؟ المسرح الآن يعيش على واقع لا يمكن الهروب منه .. الرواد القدامى رحلوا أو بلغوا من العمر عتيا، غير أنه حاليا يوجد كمّ معتبر من الشباب الهاوي الصاعد، هذا الشباب يجب أن يلقي الرعاية من الدولة الجزائرية وتوضع في تصرفه كل الإمكانيات اللازمة وبالطبع الاعتماد على التوجيه السياسي أمر ضروري، لا يوجد فكرة المسرح من أجل المسرح وفقط، المسرح يجب أن يخدم الوحدة الوطنية ويخدم أهداف الأمة.