من فاته في حياته أن يشاهد مهزلة بالمعنى الكامل للكلمة فما عليه إلاّ إعادة مشاهدة لقاء الأمس، أو بالأحرى الدرس الذي لقنه المدرب إيريك غيرتس لبن شيخة الذي مرّغ وكتيبته أنوف ملايين الجزائريين في الأرض المغربية، بعد أن بلعت شباك الحارس مبولحي أربعة أهداف كاملة.. ونقول مرة أخرى لمن فاتته المهزلة، إنّ كتيبة الخضر أكبر بكثير من مدرب يسمى «الجنرال».. الشوط الأول: آداء كارثي و«بن شيخة» الحاضر الغائب تميز الشوط الأول من المباراة التي جمعت أمسية أمس بمراكش المنتخب المغربي والمنتخب الوطني الجزائري بالسيطرة الكلية لأسود الأطلس، أين تمكن المدرب البلجيكي «غيريتس» من دراسة والتعرف كل نقاط ضعف الخضر مما سمح للاعبي المنتخب المغربي بتهديد مرمى الحارس «مبولحي» في أكثر من مرة لتأتي الدقيقة ال26 أين تمكن المدافع المغربي «مهدي بن عطية» من فتح باب التسجيل بطريقة أقل ما يقال عنها أن سهلة وأمام أعين مدافع وقائد الخضر «عنتر يحيى» الذي ارتكب الكثير من أخطاء المراقبة التي أدت إلى زعزعة تمركز الخط الخلفي للمنتخب الوطني، كما أن ردة فعل مهاجم الخضر كان عبارة عن طلقات طائشة وتحت عنوان «المهم المشاركة»، حيث كان حضور أشبال المدرب «بن شيخة»، خلال المرحلة الأولى من المواجهة كارثيا على طول الخط، خاصة من طرف صانع الألعاب «كريم زياني» الذي كان مردوده مع الخضر سلبيا أكثر منه إيجابي، حيث تسبب في هجمتين مرتدتين لرفقاء القناص والثعلب «مروان الشماخ»، الذي أضاف الهدف الثاني بطريقة رائعة في الدقيقة ال38، فيما لم تسجل إلا لقطة خطيرة واحدة لصالح الخضر عن طريق المدافع «مصباح» وذلك في الدقيقة ال42. الشوط الثاني : «غيريتس» يُلقّن «بن شيخة» درسا قاسيا الشوط الثاني كان صورة طبق الأصل للشوط الأول أين واصل المنتخب المغربي السيطرة الكلية على فترات اللقاء وهدد «أسود الأطلس» أكثر من مرة مرمى الحارس «مبولحي» ، لتأتي الدقيقة ال67 أين تمكن المهاجم «يوسف حاجي» من إضافة الهدف الثالث أمام انهيار تام لمدافعي الخضر، وبالرغم من دخول الثلاثي «مطمور» و «بودبوز» و«سوداني» كانت عبارة عن تغييرات من أجل التغيير فقط أين تواصل الانهيار والمهازل ، ولم يقم المنتخب الوطني بأي لقطة خطيرة تحفظ ماء وجه الكرة الجزائرية ، لتكون الضربة القاضية وبأي طريقة بطلها المهاجم "سعيدي" والضحية الحارس "مبولحي" إنه الهدف الرابع قبل صافرة الحكم الذي كان في المستوى ، لينتهي حلم التأهل إلى نهائيات أمم إفريقيا 2012 .ليستحق المدرب البلجيكي التقدير «غيريتس» الذي استطاع تلقين «بن شيخة» درسا لن ينساه.