عاشت الجماهير الجزائرية يوم سبت أسود بعد الصفعة المدوية التي تلقها الخضر على يد «أسود الأطلس» أين تلقت شباك الحارس «مبولحي» رباعية نظيفة، وهي الخسارة التي كانت بمثابة زلزال «تسونامي» الذي هز عرش الكرة الجزائرية، وحطم آمال مناصري الخضر في رؤية منتخبهم في نهائيات كأس أمم افريقيا2012 وإعادة سيناريو دورة أنغولا ، وبعد أن اعتقد الجميع أن عودة البريق ستدوم لسنوات طويلة جاءت صفعة «مراكش» لتعيد الحسابات إلى نقطة الصفر وتدق ناقوس الخطر قبل فوات الأوان. مهزلة الخضر بملعب مراكش كانت بداية النهاية لعهدة «الجنرال» الذي لم يعمّر طويلا أين رمى المنشفة بعد أن أشرف على ثلاثة مباريات فقط في المنتخب، سجل فيها هزيمتين وفوزا واحدا، استقالة المدرب «عبد الحق بن شيخة» استقبلها الشارع الرياضي الجزائري بارتياح كبير خاصة وأن الكل طالب بها حتى قبل نهاية المباراة ، وكما تعودنا دائما أن يكون المدرب كبش الفداء لأي هزيمة أو إقصاء، إلا أن معظم المدربين والفنيين ، وكذا التقنيين كان لهم ولأول مرة رأي مخالف وأجمعوا أن النظرية التي تسود هرم كرتنا لا أساس له من الصحة ويجب إعادة ترتيب الأمور لبناء منتخب قوي مستقبلا. هل الحل في تغيير المدرّبين أم في اللاعبين كان الشارع الرياضي ينتظر استقالة الناخب الوطني «بن شيخة» من العارضة الفنية للخضر بعد هزيمة النكراء التي تعرض لها رفقاء القائد «عنتر يحيى» إلا أن المدربين والتقنيين وحتى الفنيين اعتبروا ذلك ليس حلا لإنهاء أزمة الكرة الجزائرية، وأكدوا أن المشكلة لا تكمن في المدرب أوفي الجهاز الفني فقط بل في الجميع ، وذهبوا خلال تصريحاتهم أن المنتخب الوطني غير إلى حد الساعة مدربين اثنين ، لكن النتائج السلبية تواصلت فيما لم يتم محاسبة اللاعبين خاصة أنّ لهم سنوات طويلة مع المنتخب ، ليتساءلوا لماذا لا يبقى المدرب ويتم إبعاد اللاعبين. تكوين منتخب قوي يكون بالاستقرار والانضباط كما أجمع هؤلاء المدربين والتقنيين أن الهزيمة القاسية للخضر جاءت لتكشف الكثير من العيوب والأخطاء التي حدثت من قبل وبقيت غامضة وسرية إلى غاية إلى يومنا هذا ، حتى لا تزعزع استقرار المنتخب الوطني ، لكنهم أضافوا أن الوقت حان لإعادة سياسة الهيئة الكروية وإعادة الأمل للكرة الجزائرية وأن بناء منتخب وطني كبير وقوي لا يكون بتغيير المدربين واستقدام لاعبين من وراء البحر فقط بل بالاستقرار والانضباط وإعادة الروح للاعب المحلي لأنه الخزان الذي لا ينتهي وأن تألق الكرة الجزائرية منذ عهد الاستقلال جاء بفضل المدرسة المحلية 100 بالمائة ، والنتائج ستأتي رويدا رويدا كما كان الأمر مع جيل السبعينيات والثمانيات والتسعينيات. سياسة الهروب إلى الأمام ستزيد الأمور تعقيدا وفي الوقت الذي يبقى فيه الشارع الجزائري ينتظر بفارغ الصبر عمن سيكون خليفة المدرب المستقيل «بن شيخة» فإن الجهة الأخرى من المدربين والتقنيين ترى أن ذلك لن يكون بالعصا السحرية التي ستنهي أزمة الكرة الجزائرية ، بل ربما العكس لأن استقدام أي مدرب محلي أو أجبني لن يستطيع خلال بضعة أشهر إحداث المعجزة وتأهيل المنتخب الوطني إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا 2012 لأنه كما قالوا أن نفس تركيبة اللاعبين ستبقى ولن نشاهد أي تغيير ، وأن هذه القرارات لن تزيد الأمور إلا تعقيدا والرجوع إلى نقطة الصفر . بلومي : العودة إلى المدرسة المحلية الحل الوحيد أكد لنا نجم المنتخب الوطني السابق «لخضر بلومي» أن الهزيمة القاسية التي تعرض لها الخضر سهرة السبت الماضي بملعب مراكش ليس لها إلا عنوان واحد وهي «كارثة» بمعني الكلمة وأشار أنه لم يرى المنتخب الوطني بهذا المستوى منذ سنوات مضت ، والأكثر من ذلك أشار أن النتيجة كانت ستصل إلى 7إلى 8 أهداف كاملة لولا التدخلات الموفقة للحارس «مبولحي»، وأن المهاجم المغربي «الشماخ» عبث بالمدافعين كما يشاء ، وقد تطرق "بلومي" إلى الإنهيار البدني الذي نال من اللاعبين فوق المستطيل الأخضر ، وهناك لاعبين لم يستطيعوا مواكبة مجريات اللقاء ، ليطرح علامة استفهام كبيرة حول التحضيرات التي قام بها الخضر بإسبانيا ليختم هذا الأخير أن المسؤولية لا تقع فقط على المدرب "بن شيخة" بل على الجميع ويجب العودة إلى المدرسة المحلية والاعتماد على اللاعبين المحليين وبناء منتخب على المدى الطويل ، وعدم البحث فقط على النتائج والانتصارات دون التفكير في مستقبل الكرة الجزائرية على مدى البعيد. «بن شيخة» مظلوم والحلول يجب أن تكون جذرية أما بخصوص سؤالنا عن استقالة الناخب الوطني "بن شيخة" من العارضة الفنية للخضر فإن نجم المنتخب الوطني السابق"بلومي" كشف أن استقالة "الجنرال" حل من بين الحلول الكثيرة التي يجب أن تكون مستقبلا، كما أضاف أن المدرب"بن شيخة" حاول تقديم الإضافة للخضر ، لكن ليتأكد الجميع أن اللاعبين من يصنعون المدرب ، كما حدث مع المدرب السابق "رابح سعدان" وهم أيضا من أخرجوا هاذين المدربين من الباب الضيق لأن نفس التركيبة تقريبا من شاركت في مونديال جنوب إفريقيا وكذا دورة أنغولا ،وهم من يتحملون المسؤولية ، وأكد أيضا أن هناك لاعبين في المنتخب الوطني لا مكان لهم مع الخضر واعتزالهم أصبح ضروريا لإعطاء دماء جديدة للمنتخب ، كما طالب المسؤولين بإيجاد حلول جذرية لانقاد الكرة الجزائرية وليس استقالة "بن شيخة" من تعيد المجد للمنتخب الوطني. زكري : لن أتكلم عن المهزلة وما حذرت منه وقع أما صاحب الخرجات الإعلامية الغريبة ونقصد به مدرب المولودية "نورالدين زكري" وخلال اتصالنا به رفض في البداية التعليق على هزيمة الخضر أو حتى التطرق إلى هذا الموضوع وقال بصريحة العبارة ( أرفض التحدث عن المنتخب الوطني لأن كلامي يفسر العكس ولا يحبه البعض ) إلا أنه تطرق إلى ما حذر منهم من قبل ، وأن ما وقع للمنتخب الوطني بمراكش كان متوقعا وأن المدرب «بن شيخة» ورث قنابل موقوتة من المدرب السابق «رابح سعدان» وتمنى أن يتعلم الجميع من هذا الدرس ويعيدوا كل الحسابات لأن المنتخب الوطني ملك 35 مليون جزائري، كما أشار أن الناخب "بن شيخة" كان ضحية سياسية «البريكولاج» التي سيّر بها سابقه المنتخب الوطني ليكون هو كبش الفداء في الأخير. وختم كلامه أن على أتم الاستعداد قول هذا الكلام أمام مسؤولي الاتحادية الجزائرية لكرة القدم لو طلب منه ذلك . بلحوت: المشكلة ليس في المدرب "بن شيخة" من جانب آخر صرح لنا مدرب شبيبة القبائل "رشيد بلحوت" أن انهيار المنتخب الوطني بملعب مراكش كان متوقعا خاصة بعد مباراة الذهاب التي جرت بعنابة أين أشار أن الخضر فازوا على المغرب بالنتيجة فقط لم يكن هناك لا داء ولا تكتيك، وأن هزيمة الخضر برباعية كاملة أمر واقعي لأن لاعبي المنتخب الوطني لم يقدموا أي مستوى يليق بسمعة الكرة الجزائرية أما بخصوص استقالة الناخب الوطني "عبد الحق بن شيخة" فاعتبر أن مشكل الكرة الجزائرية يكمن دائما في دفع المدرب إلى الرحيل وأن تغيير المدرب مهما كان اسمه سيكون الحل النهائي، وختم تصريحاته أن المسؤولين في الاتحادية الجزائرية لكرة القدم "الفاف" ينظرون فقط أمام أرجلهم وأن عدم تطبيق الاحتراف الحقيقي في الكرة الجزائرية هو من تسبب في مثل هذه المهازل والانكسارات على مستوى المنتخب الوطني. مصطفى الآغا: لم أعرف المنتخب الجزائري في اتصال خاص بمقدم البرنامج الشهير"صدى الملاعب" بقناة أم بي سي "مصطفى الأغا" هذا الأخير أكد لنا أنه تابع مباراة المغرب والجزائر وتفاجأ للمستوى الذي ظهر به المنتخب الوطني، وقال أنه لم يعرف المنتخب الجزائري فوق البساط الأخضر وكانت السيطرة كلية للمنتخب المغربي الذي تعامل لاعبوه مع المباراة باحترافية كبيرة بتسجيلهم أربعة كاملة وكانت النتيجة تكون أكثر لما الحارس الجزائري"مبولحي"، أما عن استقالة المدرب"بن شيخة" فاعتبر ذلك أمرا منتظرا لكنه ليس الحل لإعادة الكرة الجزائرية للتألق ، خاصة وأنها البلد الوحيد الذي مثل العرب في مونديال جنوب إفريقيا، وفي الختام تمنى أن تكون هزيمة المغرب درسا للجميع لبناء منتخب قوي بإمكانه التأهل ليس فقط لكأس إفريقيا بل كأس العالم القادمة بالبرازيل.