وقد سارعت قوات الدرك الوطني مدعومة بجموع المواطنين وفرق الحماية المدنية ومصالح الغابات، لإجلاء ثماني عائلات مقيمة بالمنطقة التي هددها خطر اللهب الزاحف بالمنطقة، والذي أتى على نحو 200 هكتار من الأشجار الغابية وتسبب في خسائر فادحة في الغطاء الغابي والنباتي بالمنطقة، بعدما أتى على مئات أشجار الفلين والصنوبر الحلبي وعشرات الأشجار المثمرة، إضافة إلى مساحات شاسعة من الأدغال والأحراش، وقد جندت مصالح الحماية المدنية عتادها وتجهيزاتها وإمكانياتها البشرية لحماية حياة المواطنين القاطنين بالمنطقة، والحد من زحف ألسنة اللهب المتصاعدة بفعل الرياح ووسط التضاريس الصعبة، التي صعبٌت من عملية الإطفاء، وتعتبر السلسلة الجبلية الممتدة من ولاية جيجل إلى منطقة أم الطبول بولاية الطارف مرورا بجبال سريدي بولاية عنابة وبني صالح بقالمة وكذا بسوق أهراس من أكثر المناطق التي ظلٌت على مدار السنوات الماضية، عرضة لسلسلة من الحرائق الفجائية التي ألحقت أضرارا بالغة بالغطاء الغابي والنباتي في الجهة الشرقية للوطن والتي أصبحت مهددة بالتصحر، على صعيد آخر تسببت الحرائق المشتعلة في إحداث تغيرات مناخية غير فصلية، بعد أن غطت سحب كثيفة من الدخان المتصاعد سماء المناطق المتضررة، وارتفاع درجات حرارة الجو إلى حدها الأقصى مصحوبة برطوبة لا تحتمل.