وضع متحف أثري وتاريخي يعد الأول من نوعه بولاية النعامة حيّز الاستغلال أمس بمدينة العين الصّفراء حسب ما لوحظ بعين المكان. هذا المتحف الذي يتربع على مساحة إجمالية تناهز 3 آلاف متر مربع منها قاعة كبيرة للعرض زينت بفسيفساء ونقوش وزخارف تتربع على مساحة 156 مترا ورواق للعروض. وسيمكن تشييد هذا الهيكل الثقافي حسب مسؤولي القطاع من تجميع مختلف القطع والمقتنيات الأثرية المسترجعة من المواقع التاريخية للولاية ومن حماية أفضل وترقية المخزون الثقافي والأثري للمنطقة علاوة عن احتضان مقتنيات جيولوجية قديمة تعود إلى العصر الوسيط والحديث وعرض مخطوطات ومؤلفات قديمة في شتى أصناف العلوم والآداب. ويبرز جناح تاريخ الجزائر بالمتحف مختلف الوثائق والصور ذات الصلة بالثورة التحريرية المجيدة وأبطالها وبعض النماذج من خطي شارل وموريس الذي أقامه المستعمر بالشريط الحدودي والأسلحة التقليدية التي كان يستعملها المجاهدون لمواجهة القوات الاستعمارية بالإضافة إلى بقايا قنابل محرمة استعملت في قصف ثوار جيش التحرير الوطني خلال المعارك التي شهدتها جبال المنطقة. ويضم المتحف أيضا بقايا لفقرات حيوانات وأخشاب وأسماك متحجرة تعود إلى حقبة ما قبل التاريخ والهدف من جمعها -حسب مسيري المتحف- هو إيلاء العناية اللازمة بالمكتشفات الأثرية التي عثر عليها في أماكن متناثرة من الولاية وحفظها من الإهمال وتسليط الضوء عليها من خلال البحوث المختصة التي يقوم بها الطلبة الجامعيون والمهتمين بالآثار. وتتاح للجمهور المحلي والسياح زيارة مكتبة كبيرة بمساحة تعادل 146 مترا مربعا تابعة للمتحف تضم أمهات الكتب وأهم المراجع والمؤلفات في شتى العلوم وخاصة في التاريخ والآثار والجغرافيا بمختلف تفرعاتها خاصة منها التي تهتم بدراسة السكان وأنشطتهم أو تلك التي تعنى بدراسة التفاعل بين مكونات الوسط الطبيعي والسكان. ويحتوي المتحف أيضا على مخبر علمي سيشرف عليه قريبا مختصون في صيانة الآثار وحمايتها من تأثير مختلف العوامل الطبيعية وعلى رأسها ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة خاصة عندما يتعلق الأمر بمخطوطات قديمة أو حفريات فضلا عن قاعة للأرشيف وجناح إداري. ومن جهة أخرى ينتظر فتح قاعة سمعية بصرية على مستوى نفس الهيكل موجهة لأغراض بيداغوجية سيستفيد منها بشكل خاص التلاميذ والطلبة وزوار المتحف حيث ستسمح بفضل التجهيزات الحديثة التي ستزوّد بها باستكشاف تاريخ المنطقة عبر العصور.