علم لدى مديرية الثقافة بسعيدة أن مرافق القطاع بالولاية ستتعزّز مستقبلا بإنجاز متحف يعد الأول من نوعه بالمنطقة، وأضاف المصدر نفسه أن الدراسة الخاصة بهذا الهيكل المزمع تجسيده بحي «السلام» الواقع بعاصمة الولاية قد انتهت مؤخرا وينتظر أن تنطلق أشغال الإنجاز قريبا على أن تستغرق مدة 24 شهرا كأقصى تقدير، وأوضحت مديرية الثقافة أن هذا المتحف الذي سيتربع على مساحة إجمالية تناهز 3 آلاف متر مربع يندرج في إطار برنامج تطوير مناطق الهضاب العليا، حيث خصّص لتمويل عمليتي البناء وكذا الدراسة غلاف مالي يناهز 40 مليون دج، ويكمن الهدف من استحداث هذا المتحف -حسب الهيئة نفسها- في تجميع مختلف القطع والمقتنيات الأثرية المسترجعة من المواقع التاريخية لولاية سعيدة الموزعة حاليا بين عدة مرافق ثقافية، إضافة إلى متاحف تقع في بعض الولايات المجاورة، مما سيمكّن الجمهور المحلي من التعرّف على مختلف الحضارات والأحداث التي شهدتها الجهة عبر الأزمنة، وأشارت مديرية الثقافة إلى أن المتحف سيتكون حال إنجازه من قاعة كبيرة للعرض، تتربع على مساحة 156 مترا مربعا، ينتظر أن تحتضن مختلف الآثار والحفريات التي اكتشفت من قبل العلماء المختصين في هذا المجال خلال أزيد من قرن من الزمن، وبالإضافة إلى ذلك سيتضمن هذا المرفق مكتبة كبيرة بمساحة تعادل 146 مترا مربعا، تضم أمهات الكتب وأهم المراجع والمؤلفات في شتى العلوم الإنسانية والاجتماعية، مع إيلاء أهمية خاصة لعلوم التاريخ والآثار والجغرافيا بمختلف تفرّعاتها، خاصة منها البشرية التي تهتم بدراسة السكان وأنشطتهم أو تلك التي تعنى من جهتها بدراسة التفاعل بين مكوّنات الوسط الطبيعي والسكان، كما سيتم ضمن المشروع نفسه إنجاز مخبر علمي يُشرف عليه مختصون في صيانة الآثار وحمايتها من تأثير مختلف العوامل الطبيعية وعلى رأسها ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، خاصة عندما يتعلّق الأمر بمخطوطات قديمة أو حفريات، فضلا عن قاعة للأرشيف وجناح إداري، ومن جهة أخرى ينتظر فتح قاعة سمعية بصرية موجّهة لأغراض بيداغوجية سيستفيد منها بشكل خاص التلاميذ والطلبة، فضلا عن زوار المتحف، حيث ستسمح بفضل التجهيزات الحديثة التي ستزود بها لاستكشاف تاريخ منطقة سعيدة عبر العصور المتعاقبة.