لم يلتزم وزير الأشغال العمومية، «عمر غول»، بآجال محدّدة لتسليم المقطع الواقع على مرتفعات «بوزقزة» بومرداس على الرغم من أنه أكد شهر رمضان الأخير أمام رئيس الجمهورية بأن آخر آجل لاستكمال الأشغال سيكون شهر نوفمبر الحالي. ويبدو أن الوزير أراد تفادي التورط في تواريخ جديدة مثلما حصل في وقت سابق عندما تعهّد أمام نواب البرلمان، لأكثر من مرة، بأن هذا المقطع سيسلّم في جويلية 2011. حملت الإجابات التي أدلى بها وزير الأشغال العمومية للصحفيين أمس الأول على هامش جلسة الأسئلة الشفوية بالمجلس الشعبي الوطني مزيدا من الاستفهامات حول آجال فتح مقطع الطريق السيّار الرابط بين «الأخضرية» بولاية البويرة حتى مدخل العاصمة، حيث اكتفى «عمر غول» هذه المرة بإعطاء تقديرات غير واضحة وهو يردّ على سؤال بهذا الشأن بالقول: «سيتم افتتاحه قريبا»، دون الخوض في مزيد من التفاصيل. واتضح من كلام الوزير أنه كان يتهرّب من توريط مصالحه في تواريخ محدّدة دون الالتزام بها تماما مثلما حصل في الأشهر القليلة الماضية التي لم يقتصر التزامه بهذا المقطع فحسب وإنما أيضا على ما تبقى من الشطر الشرقي من الطريق السيار «شرق-غرب». وإذا سلّمنا لما جاء على لسانه فإنه كان من المفترض أن يكون الطريق عمليا من الحدود الغربية وصولا إلى الحدود الشرقية على مسافة 1720 كلم. ومقابل ذلك اكتفى «غول» بالحديث عن المزايا التي سيحملها هذا المقطع حيث لفت إلى ما أسماه «الأثر الإيجابي» لهذا الطريق، معتبرا أنه سيكون في إمكان أصحاب السيارات قطع الطريق الرابط بين الدارالبيضاء بالعاصمة والأخضرية في ظرف مدة 10 دقائق. وأوضح بالمناسبة أن الطول الإجمالي للمقطع يصل إلى 26 كلم، ويضم 4 أنفاق وعدة جسور كبيرة، مضيفا أنه تم استخدام أحدث التجهيزات وتقنيات البناء بالنظر إلى التضاريس الصعبة التي تتميز بها هذه المنطقة الجبلية. وكما هو معلوم فإن دفتر شروط إنجاز الطريق السيّار حدّد شهر جويلية 2010 آخر أجل لانتهاء كافة الأشغال، بمعنى أنه كان من المفترض أن يكون «مشروع القرن» عمليا في هذا التاريخ من الحدود الشرقية إلى الحدود الغربية. وقد رفض وزير الأشغال العمومية الاعتراف بالفشل حيث لا يتردّد في اللجوء إلى بعض المعطيات تبريرا للتأخر منها أن هذا المشروع يمتدّ على مسافة 1720 كلم، وهو يمرّ عبر أصعب منطقة في الوطن من الناحية الجغرافية، زيادة على وجود 16 نفقا في أصعب المناطق جيولوجيا، و3000 جسر و200 جسر عملاق. وعلى صعيد آخر أفاد الوزير في رده على سؤال شفهي أن ولاية أم البواقي سيتم ربطها بالطريق السيار «شرق-غرب» والطريق السيار للهضاب العليا من خلال العديد من المحولات والمنافذ المباشرة، مؤكدا أن الوزارة برمجت عدة مشاريع تخص تحويل عدد من الطرق الوطنية بالولاية الى طرق سريعة. وتابع في هذا الإطار أن مشروع تحويل الطريق الوطني رقم 100 الرابط بين عين فكرون وولاية ميلة، على مسافة 30 كلم، إلى طريق سريع سيتم الانطلاق فيه خلال السنة المقبلة، مشيرا إلى أن الأشغال متواصلة على مستوى الطريق الوطني رقم 10 الرابط بين عين البيضاء وتبسة الممتد على 130 كلم. أما بخصوص ربط الولاية بالطريق السريع للهضاب العليا الذي ستنطلق الأشغال به في 2012 قال «عمر غول» أنه يتم في الوقت الحالي إجراء الدراسات النهائية لإنجاز 4 محولات لربط المناطق الجنوبية لأم البواقي بهذا الطريق السريع المستقبلي.