أوردت تقارير رسمية أمريكية أن وفدا من الخبراء العسكريين نجح في إبطال فعالية ما لا يقل عن 5 آلاف صاروخ مضاد للجو في الفترة الأخيرة، وبحسب معطيات ذات صلة فإنه من المتوقع أن يتم تكفيك ما مجمله 10 آلاف صاروخ آخر يتم إطلاقه من الكتف، في حين يجري الحديث عن تهريب عدد معتبر منها إلى الحدود مع الجزائر. أشار مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية والعسكرية، «آندرو شابيرو»، إلى أن خبراء عسكريين نجحوا في دفن 600 كيلوغرام من الذخيرة على عمق كبير في الصحراء الليبية، وتحديدا في منطقة «تاجوراء» قبل تفجيرها، وأوضح في تصريحات للصحفيين على هامش زيارة له إلى ليبيا أن فريقا مشتركا من الخبراء الليبيين والأمريكيين «عمل منذ أشهر عدة على إيجاد الصواريخ المفقودة» عقب تزايد المخاوف من استعمالها من طرف عناصر لاستهداف الطائرات المدنية. وأفاد المسؤول الأمريكي بأنه حضر خلال هذه الزيارة التي قادته إلى العاصمة طرابلس لعملية تدمير كمية كبيرة من المتفجرات سرقت من المخازن العسكرية قبل أن تجمعها السلطات الليبية من جديد، وبحسب أرقام في هذا الشأن فإن النظام الليبي السابق كان يحوز على مخزون مقداره 20 ألف صاروخ محمول قبل اندلاع أحداث 17 فيفري التي أطاحت بالعقيد الراحل «معمر القذافي». وبعد محادثات أجراها مع مسؤولين في المجلس الوطني الانتقالي الليبي ووزيري الدفاع والداخلية، كشف «آندرو شابيرو» أنه: «نعمل إلى جانب المجلس الوطني الانتقالي لتقليص خطر هذه الأسلحة»، دون أن يخفي مخاوف بلاده من «من خطر الصواريخ المحمولة.. ومن تهديدها المحتمل للطيران المدني»، ليستطرد: «لكن جهودنا مع المجلس الوطني الانتقالي لتقليص هذه الأخطار أثمرت نتائج». وفي السياق نفسه واصل المتحدث تصريحاته بالإشارة إلى أن الخبراء لا يزالون يشتغلون على معرفة العدد الفعلي للصواريخ المفقودة، مضيفا أن الإدارة الأمريكية أنفقت ما قيمته 6 ملايين دولار في إطار هذه الجهود الهادفة إلى تأمين تلك الصواريخ. وكان مسؤول عسكري في المجلس الوطني الانتقالي الليبي أعلن في وقت سابق أن حوالي 5 آلاف صاروخ «أرض-جو» من نوع «سام-7» كانت في ترسانة السلاح التابعة لنظام العقيد «معمر القذافي» لا تزال مفقودة. وحسب المسؤول الليبي فإن «ليبيا القذافي اشترت نحو 20 ألف صاروخ أرض-جو من صنع سوفياتي أو بلغاري»، وأضاف «هناك أكثر من 14 ألف صاروخ من هذا النوع إما استخدمت أو دمرت أو أصبحت غير صالحة»، ووفق المتحدث فإن «القسم الأكبر من هذه الصواريخ كان مخزنا في مدينة الزنتان جنوب غرب طرابلس». ولم يستبعد أن تكون بعض الصواريخ قد وقعت بين أيدي «أشخاص ذوي النوايا السيئة».