تخلص فريق من خبراء الأسلحة الأمريكيين من مئات الكيلوغرامات من المتفجرات، وتمكنوا من تدمير 5 آلاف صاروخ أرض-جو من ترسانة القذافي البالغ عددها حوالي 20 ألف صاروخ، في حين لا يزال البحث جاريا لاقتفاء أثر 10 آلاف لا تزال مفقودة، بعضها تم تهريبه على الحدود الجزائرية نحو معاقل التنظيم الإرهابي المسلح في شمال مالي. وأفادت تقارير أمنية بأن متخصصين أمريكيين دفنوا حوالي 600 كيلوغرام من الذخيرة على عمق كبير في الصحراء قبل تفجيرها، حيث نقل عن دبلوماسيين أمريكيين قولهم إن الخبراء أبطلوا مفعول حوالي 5 آلاف قاذفة صواريخ محمولة منذ سبتمبر. ويقول مراقبون إن الكمية الكبيرة من الأسلحة التي اختفت أثناء القتال الذي دام عدة أشهر تثير مخاوف بشأن إمكانية وقوعها في الأيدي الخطأ ومنها الجماعات الإرهابية المسلحة، خاصة منها تلك المنضوية تحت لواء ما يعرف بتنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”، حيث يأتي التخلص من هذه الأسلحة بعد يوم من إعلان رئيس الوزراء الليبي عبد الرحيم الكيب عن “برنامج موحَّد وقويٍّ لجمع السلاح في ليبيا”. وحسب مصادر إعلامية فإن مسؤول أمريكي رفيع، أكد أمس أن فريقا من خبراء المتفجرات الليبيين والأمريكيين قام بتفكيك نحو خمسة آلاف صاروخ أرض-جو، كان يخزنها النظام الليبي السابق، وقال أندرو شابيرو مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية والعسكرية للصحافيين “قمنا بتحييد وتفكيك وتأمين خمسة آلاف نظام دفاع جوي محمول، فيما دمرت آلاف أخرى في قصف للحلف الأطلسي”. وعاين المسؤول الأمريكي الذي قام بزيارة لليبيا استمرت يوما واحدا عملية تفجير عشرات من هذه الصواريخ على طول الساحل قبالة قرية سيدي بن نور في شرق طرابلس، وعمل فريق ليبي أمريكي مشترك منذ أشهر عدة على إيجاد هذه الصواريخ المفقودة والتي أثارت مخاوف من استخدامها في اعتداءات على طائرات مدنية. وكانت ليبيا تملك مخزونا من عشرين ألف صاروخ محمول قبل اندلاع الأزمة التي أنهت نظام معمر القذافي في فيفري الفائت. وتتألف غالبية هذه الأنظمة من صواريخ سام 7 تعود إلى السبعينات والثمانينات من القرن الماضي. وقال شابيرو إثر محادثات مع مسؤولين في المجلس الوطني الانتقالي الليبي ووزيري الدفاع والداخلية “نعمل إلى جانب المجلس الوطني الانتقالي لتقليص خطر هذه الأسلحة”. وتحدث عن “قلق بالغ من خطر الصواريخ المحمولة ومن تهديدها المحتمل للطيران المدني”، وتدارك “لكن جهودنا مع المجلس الوطني الانتقالي لتقليص هذه الأخطار أثمرت نتائج”. من جهة أخرى أكد شابيرو أن خبراء ميدانيين لا يزالون يعملون على التأكد من العدد الفعلي لهذه الصواريخ المفقودة، موضحا أن الولاياتالمتحدة أنفقت ستة ملايين دولار في إطار هذه الجهود الهادفة إلى تأمين تلك الصواريخ.