أحيت فرقة “أورفيون” النمساوية سهر أول أمس ثامن ليالي المهرجان الدولي للموسيقى الأندلسية والموسيقى العتيقة في طبعته السادسة إلى جانب فرقة “سوسة” للمالوف التونسية؛ وذلك بقاعة ابن زيدون بالعاصمة، وهي السهرات التي ستعرف سهرة اليوم إسدال الستار على فعاليات نشطتها 11 فرقة موسيقة أجنبية ومحلية. كانت قاعة ابن زيدون كمتحف حي؛ عرّفت من خلاله فرقة أورفيون بعدة آلات تعود إلى القرن السادس عشر. فأطلق قائد الفرقة خوزي فاسكاس رفقة ثلاثة عازفين العنان للناي والعود القديم والكمان ليرحلوا بالجمهور إلى أيام لويس 14. وتأرجحت المعزوفات الموسيقية بين الإيقاع الحزين تارة والبهيج تارة أخرى لكن الأمر المشترك هو أنها راقت الحضور الذي بدا متعطشا لسماع المزيد فتوالت الوصلات الموسيقية وتتابعت. وتحوز فرقة أورفيون حسب مؤسسها خوزي فاسكاس على “أزيد من مائة آلة موسيقية على اختلاف أنواعها يرجع تاريخ تصنيعها ما بين 1570 و1780 وضعت تحت تصرف الفرقة بعد أن تم ترميمها” فباتت تصدح بعذب النوطات بأنامل خوزي ورفاقه. وتجوب فرقة أورفيون بآلاتها العالم عبر المعارض والحفلات والمهرجانات بغية السماح بسماع موسيقى تاريخية وحية في الوقت ذاته لنوع يعود إلى عصر النهضة مثل الباروك والكلاسيك ومنهما انتقت الفرقة أروع المقطوعات دللت بها آذان ومشاعر جمهور قاعة ابن زيدون. وبعذب الألحان وشجي الأصوات استلمت فرقة سوسة للمالوف الركح فأبدعت في حياكة حلة تونسية بامتياز وبجودة أداء اتسم بالتناسق والتوازن النغمي قدمت الفرقة نوبات أصيلة راعت خلالها اللون التقليدي لموسيقى المالوف. وأمتعت الفرقة التونسية الجمهور متنقلة بين مختلف الموازين الموسيقية من الاستفتاح والمصدر والسلسلة والأبيات الشعرية والمغنى إلى البطايحي والبرول والاستخبار والخفيف والدرج فالختم نوبات أطربت محبي الفن ورسمت البهجة على محياهم فصفقوا بحرارة. وتجمع فرقة سوسة المؤسسة سنة 2000 تسعة عازفين على عدة آلات موسيقية تزينوا باللباس التقليدي التونسي ذي اللون الأخضر توجه الطربوش على رؤوسهم وتوسطتهم عازفة عود عربي أتمت القعدة التونسية.