تمكنت مصالح الشرطة القضائية بأمن ولاية المدية، في عملية نوعية، من إلقاء القبض على المجرم اللغز الذي كان يقوم بتهديد ضحيته بالقتل واختطاف أفراد أسرته عن طريق محررات تهديدية مكتوبة، بواسطة جهاز كمبيوتر، وذلك في حال رفض الضحية الرضوخ لطلبه، بتسليمه مبلغا ماليا يقدر ب2 مليار سنتيم. وتعود وقائع القضية إلى شهر ماي 2011 عندما تلقى الضحية أول رسالة تهديدية، يطلب محررها من خلالها تسليمه مبلغا ماليا قدره 2 مليار سنتيم، أو قتله واختطاف أفراد أسرته، الأمر الذي زرع الرعب في نفس الضحية الذي سارع إلى التبليغ عن الأمر وترسيم شكوى رسمية لدى مصالح الشرطة القضائية بأمن ولاية المدية التي تعاملت مع القضية برزانة واحترافية عالية للإيقاع بالمجرم، حيث شرعت قوات الشرطة في عمليات البحث والتحري حول القضية إلى غاية 26/12/2011، عندما تلقى الضحية رسالة تهديدية أخرى التي اعتبرها المجرم آخر رسالة تصدر من طرفه قبل الشروع في تنفيذ نواياه. وفي هذه الرسالة حدد زمن ومكان تسلمه المبلغ المالي، باختياره أحد المرشات العمومية الكائن بحي المصلى بالمدية، باعتبار المرشات تكثر فيها الحركة، وبالتالي يستطيع أن يقوم بفعله هذا دون أن يشعر به أحد، أين طلب من الضحية وضع المبلغ المالي المتفق عليه داخل حقيبة صغيرة حتى يسهل له إخفاؤها في حقيبته التي ستكون أكبر منها نوعا ما، كما حدد له رقم الغرفة التي يجب أن توضع فيها الحقيبة، وأمر الضحية بترك الحقيبة داخل الغرفة والخروج من المرش بعد قيامه بهذه المراحل، لكن الخطة المحكمة التي وضعتها مصالح الشرطة مكنتها من الإيقاع به متلبسا بجرمه بعد تسلمه الحقيبة داخل المرش. وقد تم اقتياده إلى مقر أمن الولاية لاستكمال التحقيق معه، أين تبين أنّ المجرم لديه مستوى جامعي، وهو متحصل على ليسانس، وقد أقر بالفعل المنسوب إليه، أين تم تقديمه أمام السيد وكيل الجمهورية لدى محكمة المدية، الذي أمر بإيداعه الحبس المؤقت إلى غاية محاكمته، وبهذا انتهى مسلسل التهديد الذي كان يتعرض له الضحية الذي عبر عن فرحه، مشيدا بالعمل الجبار والاحترافية العالية التي عملت بها قوات الشرطة في إيقاف المتهم.