عرفت قاعة الأطلس أوّل أمس، توافد سيول بشرية خاصة من فئة الشباب المولعين بطابع القناوي، هذا الحفل الذي أحيته كل من فرقتي كاميليون وفري كلان كان من تنظيم الديوان الوطني للثقافة و الإعلام بالتنسيق مع القناة الإذاعية الثالثة. هكذا ودّع العاصميون عام 2011 و استقبلوا العام الجديد 2012 في أجواء من الفرحة والفرجة، وقد وقع اختيار المنظمين للحفل على هذين الفرقتين بالذات ليقاسما الجمهور أجواء الاحتفال بالعام الجديد نظرا لما حازته فرقة كامليون وفري كلان من ذيوع و شهرة و رواج في الأوساط الشبابية والفنية على حد السواء، و لقد لقي الألبوم الأوّل لفرقة كاميليون الذي طرح في السوق شهر مارس 2011 نجاحا باهرا، فهي فرقة فتية تعد بالكثير في عالم الفن، خاصة و أنّها تهتم بالتراث الموسيقي الجزائري الذي تمزج من خلاله طابع الروك بالطابع القناوي مع إدخال لمسات معاصرة توّقع بصمتها الخاصة. استهلت الحفل فرقة فري كلان التي استمتع من خلالها جمهور قاعة الأطلس بأعذب الوصلات الغنائية التي عرفت بها الفرقة طيلة مشوارها الفني، حيث أبدع المطرب شمس الدين فراي في أداء أشهر الأغاني و أكثرها رواجا في الطابع القناوي، و هي حاليا بصدد التحضير لألبوها الجديد الذي سيكون هدية الفرقة لجمهورها العريض، ليفسح المجال بعدها لفرقة كاميليون التي بمجرد ظهور أعضائها على الركح حتى اهتزت القاعة على بكرة أبيها فرحا و ترحابا بها خاصة بعد نجاح ألبومها الأول الذي لقي إقبالا كبيرا عند الشباب، وهكذا تعالت الهتافات وأخذ الشباب يرددون مع المطرب كل الأغاني التي يحفظونها عن ظهر قلب، مصفقين تارة وراقصين على أجمل الإيقاعات تارة أخرى، حيث أطربهم الفنان الشاب حسين قران بباقة من الأغاني في مختلف الطبوع من الروك والبلوز والقناوي والمغربي و الشعبي، هذا الأخير الذي استحضر من خلاله ذكرى رحيل الفنان كمال مسعودي حيث عرضت صورته على الشاشة الكبيرة، وهي إلتفاتة استحسنها الجمهور، وفي ذات السياق صرّح الفنان حسين قران من فرقة كاميليون ل الأيام: “لقد حاولنا من خلال اختيارنا لبرنامج هذا الحفل الاحتفائي بدخول السنة الجديدة 2012 تلبية جميع الأذواق، حيث أديت الأغاني المطلوبة بكثرة والتي يطلبها الجمهور كل مرة في حفلاتنا أو في الحصص الإذاعية كأغنية “لله” و”كنت صغير” وغيرها، لقد كان الحفل رائعا وسررت أيما سرور بالعدد القياسي للجمهور الذي عجّت به قاعة الأطلس حيث أدوا معنا جميع الأغاني، و هذا ما يشجعنا جدا ويعطينا دفعة قوية لتقديم الأحسن في ألبومنا الجديد، و خاصة بعدما كانت سنة 2011 فأل خير علينا حيث صدر فيها ألبومنا الأول الذي لاقى استحسان الجمهور، و نتفاءل خيرا بسنة 2012 حيث نتمنى من خلالها أن نحوز المزيد من النجاح والتألق، ومتفائل أيضا بالموجة الشبانية الجديدة التي اقتحمت عالم الفن الجزائري، وهي موجة تعد بالكثير وبإمكانها اكتشاف طبوع موسيقية جديدة و إضفاء لمسات إبداعية على ما هو موجود حاليا، كما بإمكانها إثراء مخزوننا الموسيقي المحلي، ولقد أعرب لنا الفنان الواعد حسين قران عن بالغ تأثره بالراحل كمال مسعودي الذي يعتبره مطربا من طينة الكبار، فهو عملاق في مجال الفن الشعبي العاطفي و قدم الكثير للأغنية الجزائرية، و قد كان اللسان الناطق بحال شبابنا و المعبّر عن آلامهم و آمالهم”.