تفرض اللحوم الحمراء للإبل التي يقدر معدل استهلاكها السنوي بنحو 482 طنا سنويا نفسها وبدرجة كبيرة في عادات الطبخ لدى سكان منطقة غرداية، كما تبرزه حصيلة للمصالح البيطرية لدى مديرية المصالح الفلاحية. وحسب هذه الحصيلة فإن أكثر من 825.549 كلغ من اللحوم الحمراء تمت مراقبتها من طرف الأطباء البياطرة بالمذبح الوحيد لغرداية الواقع ببلدية «بونورة»، وكذا عبر المذابح الثمانية الأخرى المنتشرة ببلديات الولاية، كما تشير الإحصائيات المتعلقة بهذا الخصوص إلى أن لحوم الإبل هي الأكثر تناولا من طرف السكان عبر تراب الولاية بمجموع 482.000 كلغ وبنسبة تقدر بأزيد من 58.3 في المائة من اللحوم الحمراء المذبوحة والمراقبة على مستوى هياكل الذبح. ويحتل استهلاك لحوم الأغنام المرتبة الثانية بنسبة تقدر ب30.9 في المائة من اللحوم الحمراء المراقبة أي بمجموع 255.391 كلغ، بينما تعد لحوم الماعز والأبقار هي الأقل استهلاكا وبنسبة تقدر على التوالي ب 7.8 بالمائة (64.910 كلغ) و2.9 بالمائة (24.290 كلغ، ويفسر الإقبال الواسع على استهلاك لحوم الإبل الذي يعد دائم الحضور في عادات الطبخ بهذه المنطقة من الجنوب بجودة هذا النوع من اللحوم وبمذاقها المستمد من نوعية أعشاب الصحراء التي تقتات منها الإبل. وقاية من السكري والبدانة وأمراض الشرايين ويرى «مصطفى»، أحد الجزارين بالسوق المغطاة لمدينة غرداية أن لحوم الإبل لا سيما منها صغير الناقة والتي يتراوح سعرها ما بين 600 و750 دينار للكلغ، فبالإضافة إلى مذاقها الرفيع فإن لديها فعالية للوقاية من السكري والبدانة وأخطار أمراض الشرايين نتيجة لاحتوائها وبدرجة ضئيلة من الكولسترول، وحسب التقاليد المحلية فإن كلى الجمل مفيدة أيضا لعلاج اليرقان والتهاب الكبد( ب و س) كما أن كبده غنية بالحديد الذي ينصح به لمرضى فقر الدم، في حين أن الدسوم الموجودة في سنامه تعد مطلوبة للعلاج ضد مشاكل التنفس وأمراض أخرى. استهلاك اللحوم الحمراء في تراجع مستمر هذا ومقارنة مع السنوات الماضية فإن مكانة اللحوم الحمراء في الاستهلاك اليومي للغرداويين في انخفاض بينما يسجل ارتفاع كمي فيما يتعلق باستهلاك اللحوم البيضاء، وقد قامت مصالح مفتشية البيطرة لولاية غرداية خلال السنة المنقضية بمراقبة أكثر من 270 طنا من اللحوم البيضاء، وتبرز مؤشرات الارتفاع المسجل بخصوص استهلاك لحوم الدواجن من خلال الانتشار الواسع وعلى مدار السنة لباعة لحوم الدجاج المطبوخ منه والمشوي، أو الذي يطهى بواسطة الفرن، وذلك عبر مختلف الأحياء والمناطق بالولاية. ومن جهة أخرى، فقد جرى استهلاك بولاية غرداية خلال نفس السنة أكثر من 24.1 طنا من الأسماك الزرقاء و7.58 طنا من الأسماك البيضاء، وبغض النظر عن الاختلافات الموجودة في البنية الاجتماعية للمستهلكين، فإن المهتمين بالجانب الغذائي يشيرون إلى أن التطور الكمي في استهلاك اللحوم بمنطقة غرداية، صاحبه تعديل في بنية استهلاك هذه البروتينات الحيوانية، وإذا كانت حصة اللحوم الحمراء هي أكثر أو أقل استقرارا فإن التطور الكبير يلاحظ على استهلاك لحوم الدواجن، بالنظر إلى أسعارها المطبقة وإلى التطور الذي عرفته شعبة الدواجن بالوطن.