قلل المبعوث الشخصي للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى الجزائر جون بيار رافاران، من أهمية إصرار بعض الأطراف في فرنسا على بعث قضية مقتل رهبان تبحيريين، ودعا إلى عدم تحميلها أكثر من حجمها لأنها موجهة للتسويق الانتخابي، قائلا «يجب التعامل مع التصريحات التي يدلي بها أصحابها خلال الحملات الانتخابية أنها لأهداف انتخابية»، مشددا في المقابل على ضرورة تجنب كل ما من شأنه الإساءة للعلاقات بين الجزائر وباريس. أوضح الوزير الأول الفرنسي الأسبق جون بيار رافاران، لدى استضافته أمس الأول في برنامج «لقاء الأسبوع» للتلفزيون الجزائري، أن مهمته في الجزائر اقتصادية لتعزيز التعاون بين البلدين إلا أن الإطار السياسي يفرض الاحترام المتبادل بين البلدين، واستبعد رافاران إمكانية تأثر العلاقات بين البلدين بمحاولات بعض الأطراف الفرنسية النبش مجددا في قضية مقتل رهبان تبحيريين بالمدية سنة 1996 على يد عناصر ما كان يصطلح على تسميته «الجماعة الإسلامية المسلحة»، مشددا في المقابل على ضرورة الابتعاد عن كل ما من شأنه التأثير على العلاقات بين الجزائر وباريس. ومن وجهة نظر مبعوث الرئيس الفرنسي «نيكولا ساركوزي» والمكلف بملف التعاون الاقتصادي بين الجزائر وباريس، فإن ما يجري تداوله حول قضية مقتل الرهبان الفرنسيين هو مجرد كلام للتسويق الانتخابي يندرج في إطار الحملة الانتخابية للرئاسيات الفرنسية المنتظرة في ماي المقبل، موضحا أن كل ما يروج في الحملات الانتخابية هو في الغالب لأهداف انتخابية. وتعدّ تصريحات رفاران بمثابة ردّ على محاولات بعض الأطراف الفرنسية الاستثمار مجددا في مقتل الرهبان الفرنسيين، والتي دفعت بالقاضي المكلف بالتحقيق في القضية إلى تقديم طلب في 16 ديسمبر الماضي لزيارة الجزائر واستخراج جماجم الرهبان لتشريحها ومعلوم أن رهبان تبحيريين وبعد خطفهم من قبل جماعة إرهابية آنذاك، قد تم العثور على رؤوسهم فقط والتي دفنت بالقرب من كنيسة تبحيريين. طلب القاضي الفرنسي ردّ عليه وزير الداخلية «دحو ولد قابلية» في تصريح إعلامي بالقول إن الأمر يندرج ضمن دائرة اختصاص وزارة العدل، بينما أكد الوزير الأول «أحمد أويحيى» في اختتام الدورة البرلمانية الخريفية أن الجزائر ليس لها ما تخفيه في قضية مقتل رهبان تبحيريين. وجدير بالذكر أن رهبان تبحيرين تم اختطافهم ليلة 26 إلى 27 مارس 1996 من كنيستهم قبل العثور على رؤوسهم في ماي من السنة نفسها، وهي الجريمة التي تبناها آنذاك التنظيم الإرهابي «الجماعة الإسلامية المسلحة»، بينما سعت بعض الأطراف وقبل سنتين للنبش في القضية من خلال التصريحات التي أدلى بها الملحق العسكري السابق في السفارة الفرنسية والتي ذهب فيها إلى أن مقتل الرهبان كان نتيجة قصف قامت بها قوات الجيش الجزائري آنذاك على مواقع للجماعات الإرهابية.