كرّمت أكثر من مرة من جمعيات في بودواو وباب الواد...إلخ، فكلّ تكريم كان له نكهته الخاصة وظرفه الخاص سواء نفسيا أو صحيا، لكن هذا التكريم جاء في شارع الشهداء وهذا المكان له رهبته، فهو غير التكريمات السابقة أو اللاحقة، لقد أضاف لي في رصيدي مرآة جديدة أكتشف فيها نفسي، فقد كرمت لأنّي ربّما قدمت و لو القليل و أثرت به في قلوب الناس، فالجمهور كان يثبت لي محبته كلّ يوم، لكنّنا نبقى دائما بحاجة إلى تكريم رسمي، التأثير النفسي هذه المرة كان كبيرا لكنني تمالكت نفسي لأنّني شعرت بالالتزام وأنا ابن شارع الشهداء وسليل الشهداء، وأهدي هذا التكريم إلى روح والدتي رحمها الله التي توفيت مؤخّرا، حيث استثمرت في كثيرا رغم أنّها لم تدخل جامعات و لم تتخرج من معاهد كبرى إلاّ أنّها هي التي كوّنتني على شاكلتي هاته، أتمنى أن أكون الابن البار الذي يدعو لها. ما هو البرنامج الذي تحلم بتقديمه؟ قدمنا طيلة وجودنا بالتلفزيون بالطريقة الكلاسيكية التي يفرضها علينا، والآن المعايير اختلفت حتى نشرة الأخبار تغيرت طريقة تقديمها، أنا طموحي مفتوح على كلّ الجهات وشهيتي لا تطاق، لدي أفكار ومكنونات كثيرة و برامج أودّ تحقيقها في الجزائر، مثلا برنامجي الموسوم “بوابة” الذي وافق عليه التلفزيون الجزائري، وهو برنامج ضخم متطور جدا سواء في طريقة تقديمه و في كلّ شيء حيث وظفّت فيه ما استقيته من تجربتي في دبي، حيث أقدمه برفقة أربع صحفيين آخرين أي بطريقة “التولكشو” و هم أناس مختلفي المشارب و حتى في طريقة التفكير، وقد جاءت فكرة هذا البرنامج بعد الأزمة المصرية الجزائرية، حيث اتهمونا بأنّه ليست لدينا ثقافة و ثقافتنا غربية، فهذا البرنامج استثمار بالدرجة الأولى في الثقافة الجزائرية بطريقة “التولكشو” وهي تقديم الحصة بطريقة الفرجة، اخترت الطاقم المقدم معي و هم أربعة مذيعين جزائريين شباب وكذا الفكاهي عبد القادر سيكتور، يحتوي البرنامج على الكثير من المفاجآة و الأشياء الجديدة التي تعرض لأول مرة، و يستضيف ضيوفا عالميين، منحت الموافقة للبرنامج من طرف المدير العام و لم يبق إلا قضية الديكور هل يكون من الداخل أم الخارج، و20 حلقة من البرنامج جاهزة بضيوفها و مواضيعها، و حتى المموّل موجود، لا ينقص إلاّ الضوء الأخضر للبدء في التسجيل، وقد قوبل البرنامج كمشروع بالترحاب و أثنى عليه كلّ من اطلع عليه. كما أطمح أيضا في تقديم برنامج يرصد صدى الثورة في الإعلام العالمي، وهو برنامج يحتاج إلى الكثير من الوقت والإمكانيات والبحوث، و يبقى هذا هو حلمي الكبير أن أجوب العالم بحثا عمن ساند الثورة الجزائرية في كلّ مراحلها. ماذا تعني في قاموسك هذه الكلمات؟ الوطن: نختلف في كلّ شيء إلاّ في حبّه، الوطن ليس كلمة.. الأجمل أن نعيش الوطن. الأم: الأم هي أوّل امرأة أحببتها وأعشقها حتى الموت. الصحة: شيء عابر المهم أن تعرف من أنت، فإذا عرفت نفسك لا يهمّ إن كنت سليما أم عليلا. الحب: أجمل لحظات الحب لما نحب الآخرين، فالحب هو التجرد من الأنانية، وهو أساس الحياة. النجاح: من وضعه كهدف يعش تعيسا وشقيا أبد الدهر. الفشل: نتعلم منه ويبعثنا في رحلة إلى اكتشاف الذات. الدنيا: قانونها واحد منذ سيدنا آدم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها مبينة على الأضداد الخير والشر، الحب والكره. القدر: بعد مرضي اكتشفت أنّ الدعاء قد يغيّر القدر، وأتمنّى كلّ من يقرأ هذا المقال أن يدعو لي بالشفاء والله المستجيب. ماذا تقول للجمهور وللتلفزيون الجزائري عبر «الأيام»؟ يا حبذا لو يساعدنا الجمهور كإعلاميين لاختصار المسافات وربح الوقت في الثورة الإعلامية التي نحن مقبلون عليها، لأنّ القنوات التي ستنطلق الجمهور هو من سيحدّد استمراريتها من عدمه، ستكون هذه الثّورة تجربة المخاض في السمعي البصري، وفيما يخصّ التلفزيون الجزائري أتمنى أن يستثمر في الطاقات الشابة، فهو يبقى الذاكرة الشعبية حية ويقدم خدمة عمومية، وأنا شخصيا إن وجدت ضالتي فيه فلن أتركه أبدا، فنحن مقبلون على منافسة قوية، والتلفزيون الجزائري بحاجة إلى كلّ أبنائه.