نعكف على تنظيم ملتقى وطني ضخم يبرز أهم أعلام منطقة “سيدي بوزيد“ على هامش الملتقى الوطني الأول للزوايا والطرق الصوفية الذي أشرف عليه الدكتور بن بريكة، التقينا رئيس جمعية “سيدي بوزيد” للثقافة والتراث لولاية الأغواط “بومدين محمد البوزيدي” والذي أجرينا معه حوارا تطرق فيه لأهداف جمعيته وفلسفتها في العمل الميداني الذي ينطلق من فكرة أساسية تتمثل في مد جسور التواصل بين أجيال الجزائر. هل لكم أن تحدثونا قليلا عن مشاركتكم في ملتقى الزوايا والطرق الصوفية؟ دأبت جمعيتنا على المشاركة في مثل هذه الملتقيات، وذلك من أجل الاحتكاك بالمشايخ والأساتذة و الدكاترة وربط علاقات مميزة معهم لصالح الجمعية طبعا، كما نشارك في كل الملتقيات لربط جيل اليوم بسلفه وأجداده وتحسيسه بضرورة الاعتزاز والافتخار لأنه ينتمي لأمة لها مآثرها عبر التاريخ القديم والمعاصر، وتحسيسه بضرورة أن تستمد أفكاره منهم خاصة في ظل تكالب الأعداء على وطننا الجزائر والتربص به من داخل وخارج الوطن. أنتم إذن تعتمدون نهج ترقية ثقافة المواطنة بين الأجيال؟ نعم، فنحن نعمل جاهدين على تقوية اللحمة الوطنية وجعل الجزائري يعتز بوطنيته ومنه النهوض بالبلاد التي تحتاج هذه الأيام لكل أبنائها من اجل المشاركة وبقوة في تشريعيات 10 ماي المقبل.. نعود للملتقيات.. كيف تقيمون مشاركاتكم المتعددة وعلى أي أسس تطرحونها؟ نشارك فيها بقول كلمتنا في كل مناسبة، ونطرح البدائل وندلي بالآراء ونثمن وننقد، نثمن مثلا الاهتمام بالنشء ونناضل من أجل تزكيته بحفظ القرآن الكريم، مع التركيز على ربطه بالزوايا كما أننا نعمل على التذكير بأعلامنا وإعادة الاعتبار الحقيقي لأهل القرآن وخاصته على ذكر الأعلام كيف تساهمون في التذكير بهم ؟ سبق لجمعيتنا وأن ساهمت بطريقتها الخاصة في التذكير بمآثر الرجال والعظماء وأهل العلم والمعرفة، وخير دليل أن الجمعية قامت بتنظيم ملتقى وطني جعل من سيرة صحفي صوت الجزائر والمجاهد والشاعر والمسرحي “محمد بوزيدي” محورا له، علما أن هذه الشخصية تعد خيرة أبناء المنطقة وله عدة مؤلفات وكتب وأعمال فنية ولعل أشهر ما يتذكره الجزائريون هو العمل الفني“الساحر“، وأكشف ربما لأول مرة أمام وسائل الإعلام عن ملتقى وطني ضخم ستنظمه جمعيتنا مستقبلا، سيبرز أعلام وعلماء منطقة “سيدي بوزيد” الذين كانت لهم بصمات في كل محطات تاريخنا ولا بأس أن أذكر بعض الأسماء ومنهم سيدي سعيد البوزيدي دفين تلمسان وسيدي بلعباس المسماة على اسمه ولاية بعباس وكذلك أبن الرشق الجزائري الأشم سيدي الصادق الحاج رائد وقائد ثورة الأوراس وكذا الهاشمي شريف من وادي سوف واحد قواد ثورة الصحراء، كما أن الجمعية لا تساهم فقط بتنظيم الملتقيات بل لها إسهامات علمية في إحياء التراث، ومن ذلك أن أحد أعضاء الجمعية المدعو “بولفعة محمد” بصدد وضع اللمسات الأخيرة لكتابه الموسوم “أعلام البوازيد من الدولة الزيانية إلى يومنا هذا“. في ظل ندرة المعلومات حول أعلام المنطقة ألا تعتقد بأن الرعاية العلمية مطلوبة في مثل هذه الملتقيات؟ أتمنى من كل باحث وأستاذ جامعي، يعتقد بأنه يستطيع أن يضيف شيئا لملتقانا بأن يشارك معنا وهو مدعو رسميا من خلال جريدتكم، كما أننا سنوجه دعوة بدورنا لكل الباحثين المهتمين بالموضوع.. هل هناك اهتمامات أخرى لجمعيتكم ؟ نهتمّ في جمعيتنا كذلك بجمع المخطوطات وخاصة الأرشيف الذي يهتم بأبناء سيدي بوزيد بآفلو بولاية الأغواط وهم يتواجدون حاليا عبر كافة التراب الوطني ويتمركزن في كل الجهات وحتى خارج الوطن. وبماذا تختمون هذا اللقاء؟ أشكركم، وأوجه نداء من خلالكم لكل أحبة الزوايا ولكل المحسنين في هذا الوطن أن يساهموا في مشروع توسعة زاوية سيدي بوزيد وهو المشروع الذي ظلّ يراوح مكانه منذ سنة 2003، بحكم حجم العراقيل المادية التي واجهها، وهنا أهيب بكل المحسنين أن يقدّموا لمدّ يد العون لأهل القرآن، ولطلبة المذهب المالكي.