صرح وزير الصحة وإصلاح المستشفيات جمال ولد عباس، أول أمس، أنه يجرى حاليا معالجة 60 ألف سجين نفسيا وكذا التكفل بضحايا المأساة الوطنية لمحو آثار العشرية السوداء، مشيرا إلى أن الجزائر تحصي اليوم أكثر من 880 مختصا في الأمراض العقلية أغلبهم ينشطون في القطاع العام ويتمتعون بكفاءة عالية. أوضح الوزير خلال إشرافه على افتتاح أشغال الملتقى الدولي ” خالد بن ميلود ” للأمراض العقلية والطب الشرعي في طبعته ال7 بالبليدة -والمهدى هذه السنة لروح الفقيد البروفسور “بشير ريدوح” – أن الجزائر قطعت منذ الاستقلال أشواطا هامة في مجال طب الأمراض العقلية، مشيرا إلى أنها كانت تتوفر على أخصائيين اثنين فقط في هذا الاختصاص غداة الاستقلال حيث تحصي اليوم أكثر من 880 مختصا في هذا المجال أغلبهم ينشطون في القطاع العام و”يتمتعون بكفاءة عالية”. في هذا السياق، ذكر الوزير أن الجزائر التي كان لها فقط مستشفى ” جوانفيل” بالبليدة المعروف إفريقيا وعربيا، أصبحت تتوفر حاليا على 26 مصلحة متخصصة في استقبال المرضى المصابين بأمراض عقلية والتي سيجري تدعيمها بوحدات مماثلة في كل ولاية إلى جانب وحدات متخصصة على مستوى كل مستشفى جامعي. كما ألح ولد عباس بالمناسبة على الجانب التكويني للأطباء والمكونين في الاختصاص وذلك ” لمواجهة العدد المتزايد ” للمصابين بالأمراض العقلية، قائلا ” إننا إلى جانب محاولتنا محو آثار العشرية السوداء، والوضعية النفسية ل 60 ألف سجين، يجري معالجة الشباب المتعاطي للمخدرات وذلك بعدما تحولت الجزائر من بلد عبور لهذه السموم إلى بلد مستهلك للأنواع الثقيلة منها على غرار الهيروين والعفيون«. كما أشاد وزير الصحة خلال هذا اللقاء بمناقب البروفيسور الراحل “رشيد ريدوح” الذي وافته المنية في 23 مارس الماضي والذي كان له الفضل الكبير في تطوير هذا الاختصاص الطبي إلى جانب الأخصائيين المرحومين “فرانس فانون” و”خالد بن ميلود” . ومن جهتهم ذكر زملاء المرحوم البروفيسور “رشيد ريدوح” أيضا بدور هذا الأخير في ” تحقيق المكانة التي وصل إليها طب الأمراض العقلية بالجزائر”، حيث ” يرجع له الفضل في استحداث لأول مرة مصلحتي الطب العقلي الشرعي والإدمان اللتين ساهمتا بشكل كبير في التكفل بالمصابين بالأمراض العقلية من مختلف ولايات الوطن”. ومن جهته، ذكر الدكتور “طالب محمد” رئيس الجمعية الفرنسية-الجزائرية للأمراض العقلية أن الجمعية التي تنشط على الساحة الطبية منذ 10 سنوات تسعى إلى تنظيم عدة ملتقيات تكوينية لتبادل المعارف والخبرات في المجال بين البلدين، كما هو الشأن بالنسبة ل ” الملتقى الدولي حول الانتحار والإدمان والصحة والسكان المزمع تنظيمه يومي 9 و10 نوفمبر القادم بمدينة وهران”. وناقش الملتقى الذي دام يومان كاملا عدة محاور منها ” الطب الشرعي بالجزائر بين الماضي والمستقبل”، و”مسيرة طب الأمراض العقلية والنفسي:50 سنة بعد الاستقلال” و” نصف قرن من الطب العقلي الجزائري: موروث ووعود”، ويشارك في هذا الملتقى أطباء مختصون من مختلف ولايات الوطن وكذا آخرون من فرنسا وتونس. عبد الجبار تونسي * شارك: * Email * Print