أدى الإقبال المفرط على اللحوم من طرف المواطنين في أول يوم من شهر رمضان إلى إفشال حملة مقاطعة اللحوم التي دعت إليها مختلف الجهات بهدف كسر أسعارها التي ارتفعت بشكل غير طبيعي عشية دخول هذه المناسبة المباركة، حيث وصلت أثمانها إلى 1350 دينار في محلات الجزارين. لعل أن ترسيخ ثقافة المقاطعة لدى الجزائريين ليس بالأمر الهين، ففي أول يوم من شهر رمضان، اكتضت صباح أمس مختلف الأسواق الجزائرية بالمواطنين لاقتناء حاجياتهم الخاصة بمائدة هذا الشهر، حيث أدى الإفراط في الاستهلاك لدى الجزائريين إلى الارتفاع الجنوني لأسعار الخضر والفواكه لاسيما فيما يتعلق باللحوم التي ارتفعت أثمانها إلى 1350 دج، والتي لم تمنع المواطنين من الإقبال عليها بل هرول بعضهم إلى اقتناء كميات معتبرة منها، حتى وأنه في بعض المحلات نفذت كمية اللحوم البيضاء والحمراء منها. ولقد وصلت أسعار كل المواد الغذائية واللحوم البيضاء والحمراء إلى مستويات قياسية في شهر رمضان، وهو ما يفسر تخزين أطنان المواد ذات الاستهلاك الواسع، بحيث من المفروض أن تكون جميع الخضر والفواكه متوفرة خلال هذا الشهر باعتباره يتصادف وموسم وفرة المنتجات الطازجة، والأمر ينطبق على القمح بنوعيه الصلب واللين، لكن أسعارها ستبقى مرتفعة رغم وفرتها، كذلك الأمر بالنسبة للحوم الحمراء والبيضاء. ولعل الإستهلاك المفرط الذي نجده بكثرة في مجتمعنا وبشكل غير عادي أدى إلى إفشال ثقافة المقاطعة الجزائريين من خلال الحملة التي دعت إليها مختلف الجهات لتوعية المواطنين بالمجالات المرتبطة بترشيد الإستهلاك من أجل تخفيض وكسر الأسعار الملتهبة خلال شهر رمضان الذي يستغله بعض التجار لكسب مزيد من الربح للبعض وتحين الفرص للبعض الآخر، مما يشكل معادلة مختلفة بين وفرة السلع وارتفاع الأسعار. وكانت الفيدرالية الوطنية للمستهلكين المواطنين قد دعت ، إلى المشاركة بقوة في حملة مقاطعة اللحوم قبل شهر رمضان، للتعبير بشكل حضاري عن رفض ممارسات معينة من طرف التجار، كما هو الشأن بالنسبة لالتهاب أسعار مواد معينة، كما وجهت من جهتها وزارة التجارة عشية حلول شهر رمضان نداء إلى المواطنين من أجل اقتناء ما هم بحاجة إليه من سلع وعدم اللجوء إلى تخزين السلع لأن ذلك سيساهم في رفع الأسعار، مشيرة إلى أن السلع موجودة وليس من الضروري أن يقوم المواطنون بشراء كميات كبيرة من المقتنيات ويشترون فقط ما يحتاجونه، معتبرا أن ذلك سيقلل من الضغط على أسعار المنتوجات ويجعلها لا ترتفع بشكل كبير. عبد الجبار تونسي * شارك: * Email * Print