يبحث الاتحاد الرياضي لمدينة البليدة، الذي ينشط في الرابطة المحترفة الثانية لكرة القدم، منذ أن استقال عنه رئيسه محمد زعيم عن منقذ، يسمح له بالبقاء ضمن النوادي المحترفة، وتفادي العودة إلى حظيرة نوادي الهواة، ولم يتحمس المنقذون المحتملون وبالأخص المنخرطون في نادي المقاولين والصناعيين لمتيجة لهذه المهمة، وحجتهم في ذلك أن النادي يتخبط في مديونية قدرها 170 مليون دينار من الضرائب. “تلمساني” تراجع عن قيادة الفريق بسبب الديون وتقدم صاحب ملبنة “ترافل ” سليم تلمساني، الذي ترأس من قبل نادي كرة السلة لترافل البليدة، لأخذ بزمام الفريق ولكن ما لبث أن تراجع عندما علم بحجم المديونية، التي على عاتقه وخاصة الصعوبة حسب موثقه للحصول على قوانين جديدة، في حالة إذا لم يتم تصفية هذه الديون، وأكد من جهة أخرى خلال لقاء دعا إليه والي البليدة محمد وشان، للتوفيق بين وجهات النظر وتحسيس المتعاملين الاقتصاديين للمنطقة، حول خطر النزول إلى القسم الأدنى، أن العديد من اللاعبين يحملون صكوكا مدينة لاتحاد البليدة. “زعيم” يؤكد أن المشكل وطني وليس محلي وصرح زعيم الذي كان على رأس اتحاد البليدة خلال أريع سنوات، أنه لم يخلف للنادي أي دين خلال فترته، وأنه وفى بكل التزاماته خلال عهدة تسييره للنادي، رافعا وثيقة مستخرجة من مصالح الضرائب تثبت ذلك، وقال بأن ديون فريق اتحاد البليدة لم تترتب منذ فترة تسييره له، بل هي راجعة إلى وقت مضى عندما كان ينشط ضمن النوادي الرياضية الهاوية، مشيرا في هذا الصدد إلى أن معظم النوادي المحترفة لها ديون ترتبت عنها عندما كانت تخضع للقانون القديم، وأن هذا المشكل هو وطني وأنه ينبغي حله على المستوى الوطني. رحلة البحث عن المنقذ ما تزال متواصلة ورغم كل المساعي الحميمة للوالي وتطمينات زعيم ونداءات زملائه، فإنها لم تترك أي أثر ولم تحرك نفوس الصناعيين الذين ربما ينقادون وراء القوانين التجارية على حساب أحاسيسهم، خصوصا وأن الاتحاد الرياضي لمدينة البليدة يخضع منذ 2008 ضمن الاحترافية، إلى النظام التجاري وقوانين السوق والاستثمار، والسؤال المطروح حاليا هو هل يوجد في هذا الخصوص مستثمرا، يمكن له أن يضع أمواله لصالح فريق لم يكسب ألقابا لامعة رغم تأسيسه منذ 1932. “زعاف” طلب 150 مليون دينار لقبول المهمة وفي هذا الإطار أكد محمد زعاف الصناعي، الذي أراد أن يغامر في أخذ رئاسة النادي، أنه لم يتحصل من المقاولين والصناعيين إلا على 40 مليون دينار، من ضمن 150 مليون التي وضعها كشرط لقبول المهمة، مشيرا إلى أن لا أحد منهم أراد الاستثمار في النادي بشراء الأسهم، وفي انتظار حدوث معجزة، فإن بداية الموسم الرياضي المقبل يقترب بسرعة، وأن مصير اتحاد البليدة يقترب كل يوم نحو قسم الهواة. * شارك: * Email * Print