كل كاتب في حضرة المهرجان بمثابة »مسافر زاده الخيال« يبحر بالجمهور إلى عوالم سحر الأدب أو المعرفة أو كليهما. وفي أحد موانئ المهرجان التقت »البيان« بالشاعر والمترجم الكوبي الأصل فيكتور رودريغيز نونياز المقيم في الولاياتالمتحدة. والذي يتحدث عن رحلة استكشافه للشعراء المهمشين عن ساحة الإعلام الأدبية في الغرب، سواء ممن يكتبون باللغة الإسبانية في إسبانيا وأميركا اللاتينية أو الانجليزية من السكان الأصليين لأميركا، ممن إما كان لأشعارهم دور مؤثر وتاريخي في بلدانهم، أو ممن تميزوا بموهبتهم وإبداعهم في الزمن المعاصر. يقول نونياز في بداية اللقاء عن دوافع اختياره لرحلة اكتشاف المهمشين عن عالم الأدب في الغرب: »لم يعد للشعر في الزمن المعاصر سوقاً كالرواية في الزمن المعاصر من جهة، وآلمني من جهة أخرى تغييب ترجمة أصوات عدد من أبرز الشعراء الذين كان لإبداعهم دور تاريخي في تحولات بلدانهم ممن تجاهلهم الغرب عن قصد أو غير قصد من جهة أخرى، سواء من أميركا اللاتينية أو إسبانيا«. ويتابع حول المحور الأول المرتبط بترجمة الشعر الإسباني : »هذا المشروع بدأناه أنا وزوجتي كاثي واخترنا أهم الشعراء من خمسينيات القرن الماضي الذين يعتبرون بمثابة أسطورة في تاريخ بلدانهم مثل خوان هيلمان وخورخي إيفالون وغيرهم الكثير ممن كانوا منارة إلهام لشعوبهم حتى مرحلة السبعينيات. وضمت سلسلة ترجماتنا 10 من أبرز هؤلاء الشعراء«. وينتقل نونياز إلى المحور الثاني قائلاً: »برزت في ساحة الشعر المعاصر أصوات مبدعة لشعراء يعودون بأصولهم لسكان أميركا الأصليين، ممن تميزت أشعارهم بثقافة وهوية حضارة الهنود الحمر التي تحمل الكثير من الخصوصية والجمال. كما أبحرنا في احدى رحلاتنا إلى شعراء الانسانية في جزيرة ويلز التابعة لبريطانيا والذين يمتلكون ثقافتهم ولغتهم الخاصة.. حيث قمنا بترجمة أشعارهم إلى الإسبانية بواقع أربعة عشر شاعراً من المعاصرين والعدد نفسه من أسلافهم. بواقع سبعة شعراء من النساء وسبعة من الرجال. وحملت قصائدهم عالماً مختلفاً فيه الكثير مما يمكن اكتشافه والذين ركنهم الغرب على هامش الهامش أسوة بغيرهم من شعراء الحضارات الأخرى«. وأجاب قائلاً بابتسامة فيها الحلو والمر حينما سئل إن كان عمله مع زوجته في مشروعهما الطويل المدى يكفي ليعتاشا منه: »مشروعنا كالشعر في هذا الزمن لا سوق له كالرواية كما قلت في بداية لقائنا، وعليه فإن مشروعنا مرتبط بحبنا وشغفنا بالشعر وقيمته الأدبية والإنسانية حيث كان الشعر يوجه مجتمعه يما يحمله من قيم وأخلاق ومثل وتاريخ الأسلاف. وكشف رودريغيز بالكشف عن مشروع جديد قائلاً: »هناك ترجمة بالعربية لأحد كتبنا في مصر، لكن الأحداث الأخيرة حالت دون نشره على أمل أن يرى الكتاب النور قريباً«. فيكتور رودريغيز نونياز شاعر وصفحي وناقد أدبي ومترجم وأكاديمي، أصدر 13 كتاباً في الشعر وحاز معظمها على جوائز أدبية من ضمنها الجائزة الإسبانية »ألفونس إلماغننانيم« عام 2013. كما ترجمت إصداراته إلى العديد من اللغات كالفرنسية والصربية والسويدية وغيرها.