تُلقّب الصين ب"مصنع العالم" منذ فترة طويلة، و لكن سيكون من الخطأ أن ننظر للصين كما لو كانت قوة تصدير فقط ، إذ أن تباطؤ نمو البلاد، سيكون له تأثير عالمي بسبب ما يترتب عن ذلك من تقليل الصين لوارداتها. الأيام الجزائرية/ أعده للنشر: فيصل.ق
في السنوات ال30 الماضية، استوردت الصين كمية هائلة من المواد الخام والسلع الجاهزة لتغذية نموها الاستثنائي ، ولكن خلال سنوات الطفرة الماضية التي جاءت بنسب أعلى من عشرة بالمائة للنمو السنوي، تلقت الشركات والدول في جميع أنحاء العالم ضربات مؤثرة ،وفي بعض الحالات، ضربات قاسية.
لو أخذنا عنصر السلع على سبيل المثال، سنلاحظ انتهاء ما تسمى بدورة ارتفاع أسعار السلع الأساسية الفائقة، إذ منذ أن بلغ ذروته قبل أربع سنوات، انخفض سعر خام الحديد، المكون الرئيسي للصلب ، بأكثر من 70 بالمائة ، كما انخفضت أسعار النحاس إلى النصف تقريبا، والألومنيوم انخفض نحو 40 بالمائة ، مما يضع كبار المصدرين للسلع مثل البرازيل، واستراليا، واندونيسيا، وروسيا على خط الجبهة ،حيث فقدت أستراليا على سبيل المثال، الآلاف من فرص العمل، وتم تأجيل مشاريع التعدين التي تساوي مليارات الدولارات، بسبب انخفاض أسعار السلع.
وتبقى السلع على أهميتها في تحديد توجهات الاقتصاد العالمي أحد عوامل قياس وضع السوق ولكنها ليست العامل الوحيد، حيث تستهدف العديد من الاقتصادات المتقدمة الكبرى في العالم الصين، باعتبارها سوقا تصديرية رئيسية لمنتجاتها الجاهزة،إذ وفقا لوسائل الاعلام الرسمية، بلغت الصادرات الأوروبية إلى الصين 220 مليار دولار في عام 2013، من زجاجات النبيذ إلى سيارات BMW، في حين أن ما يقارب 8 بالمائة من إجمالي الصادرات الأمريكية تذهب الآن إلى الصين ن بينما تستهلك الصين نحو 20 بالمائة من صادرات اليابان، و30 بالمائة من صادرات كوريا الجنوبية.
يمكن للاقتصادات الكبرى النجاة من هذا التباطؤ دون الدخول في حالة من الفوضى، ولكن هناك الكثير من البلدان الصغيرة، تعتمد بشكل أكبر على الصين لشراء منتجاتها ، دول مثل سيراليون وغامبيا في صحراء أفريقيا يبعثون بأكثر من نصف منتجاتهم إلى الصين، كما تفعل جارة الصين منغوليا ، وهو ما يعني أن الصين جزءا في غاية الأهمية من النمو العالمي. المصدر: وكالات Share 0 Tweet 0 Share 0 Share 0