«فرحات مهني» الذي يتزعم الحركة من أجل "استقلال" القبائل "ماك" مصرّ على مسعاه الانفصالي، فقد عاد مرة أخرى إلى طرح هذا المشروع من خلال رسالة موقعة في واشنطن وجهها إلى أنصاره بمناسبة ذكرى تأسيس هذه الحركة في الخامس من شهر جوان 2001. يتحدث «مهني» في رسالته عن "الشعب القبائلي" الذي لا بد له من علم وبرلمان وحكومة جهوية، ويزيد على ذلك بالقول إن مشروع "الاستقلال الذاتي" للقبائل ستكون له آثار إيجابية على بقية مناطق الجزائر، وهو ما يمكن أن نفهمه على أنه سعي إلى تعميم الانفصال ودفع البلاد نحو التقسيم، وحتى يكون مقنعا توجّه مهني إلى سكان منطقة القبائل بالقول إن عليهم أن يفكروا كشعب قبائلي وأن يتحدثوا القبائلية وأن يستهلكوا ما ينتج في المنطقة دون سواها وهذا ما يسميه تضامنا، وهو هنا لا يعير المطلب اللغوي والثقافي أي اهتمام لأنه تم تجاوزه حسب اعتقاده. قبل أيام فقط كان «مهني» قد عبّر عن مواقف مماثلة أمام اللجنة الدائمة للشعوب الأصلية في هيئة الأممالمتحدة، ولم تكن مفاجأة لأحد أن يعبّر مهني عن مواقف عنصرية وأن يرفع لواء الانفصال بلا حياء، لكن ما لم يكن متوقعا هو هذا الصمت المريب للقوى السياسية التي تدّعي الدفاع عن سكان منطقة القبائل والمقصود تحديدا جبهة القوى الاشتراكية والتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، إضافة إلى عشرات الجمعيات الثقافية والاجتماعية في المنطقة. لقد تميز النضال من أجل الاعتراف باللغة والثقافة الأمازيغيين ببعد وطني لا يمكن إنكاره، وحتى عندما طرحت فكرة إجراء دورة ثانية للبكالوريا في سنة 2001 بسب أحداث الربيع الأسود أصرّت حركة العروش آنذاك على جعل الدورة الثانية وطنية حتى لا يكون للحركة الاحتجاجية أي بعد جهوي أو انفصالي، ومن المؤكد أن ما يتبناه «مهني» من أفكار اليوم لا يمثل قناعات أغلبية سكان المنطقة، لكن هذا لا يخلي مسؤولية الأحزاب السياسية النافذة هناك التي يتعين عليها أن تتخذ موقفا واضحا من هذه المسألة الخطيرة التي تمس الوحدة الوطنية.