من الصفات المعلومة للإنسان الواثق من نفسه أنه لا يهرب من أخطاءه بل يواجهها بكل شجاعة، فهو ابتداء يحرص كل الحرص على إذلال نفسه بأن يوردها المهالك ويضعها كل يوم مواضع الاعتذار، وقد حذرنا الرسول صلى الله عليه وسلم من ذلك فقال في بعض وصاياه "وإياك مما يعتذر منه"، رواه «الحاكم» و«البيهقى»، ولكن الإنسان بطبعه ناسٍ خطاء، ولكن صاحب النفس القوية الشجاعة والهمة العالية لا يرى الاعتذار عن خطأه منقصة له ولا إقلالاً من شأنه ولا أخذا لمكانته، وقد علمنا القرآن الكريم الشجاعة في الاعتذار عن الخطأ، ففي غزوة «أحد» حينما أصاب المسلمين ما أصابهم بسبب مخالفتهم أوامر النبي صلى الله عليه وسلم قالوا "إن ذلك كله من عند الله، ولكن الله تعالى قال لهم: أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير".