عرفت أسعار اللحوم البيضاء بولاية بجاية ارتفاعا فاحشا، حيث يصل الكيلوغرام الواحد من الدجاج إلى 390 دينار وأحيانا يتجاوز هذه العتبة، وحسب استطلاع "الأيام الجزائرية "الذي قامت به، فتوصلت إلى أن ارتفاع سعر الدجاج في أسواق بجاية حسب ما يرجعه أصحاب هذا النشاط ليس نتيجة للمضاربات بين التجار، أو خضوع ذلك للسوق الموازية، إنما ذلك مرتبط بسعر مواد التغذية الحيوانية ومختلف الأدوية والأجهزة التي تلازم الدواجن خلال فترة تربيتها، وأصبح المربون خاضعون لمتغيرات السوق القائمة على أساس قانون الطلب والعرض، وهم مضطرون لتكييف أسعار تسويق الدجاج كلما ارتفعت فاتورة مواد التغذية والدواء، وهذه الأخيرة تتوقف على حجم فاتورة استيراد المواد التي تساهم في تربية الفرخ أي وفقا للأسعار المتداول بها في الأسواق الدولية يقول المستوردون وتجار الجملة، كما أن عملية التسمين المتبعة لمدة تتراوح بين 3 إلى 4 أشهر تساهم في ذلك قبل عرض الدجاج للتسويق، والمربون يتخوفون في غالبية الأحيان من موت دواجنهم قبل تسويقها أوفي حالة انتشار الأمراض والحرارة المفاجئة، إلى جانب تجاوز مدة التسمين المخصصة للفرخ إلى أن يصبح دجاجة جاهزة للبيع، وتعويضا لهذه الأخطار التي كثيرا ما يقع فيها المربين، يلجئون إلى رفع سعر البيع في السوق مع زيادة سعر البيض أيضا، التي وصلت 12 دينار للبيضة الواحدة، والأكثر من ذلك يشتكي المربون من نقص الدعم الفلاحي لهم، ويطالبون بضرورة دعم المواد الأولية من قبل الدولة، والتي تساهم بشكل كبير في تسمين الدواجن، خصوصا أن كل المواد الاستهلاكية والأدوية تأتي من الخارج بنسبة 80 بالمائة، حسبما أكدته مصالح مديرية الفلاحة لولاية بجاية التي دعت إلى الاستثمار في هذه الشعبة لتعزيز الإنتاج محليا، تخفيفا لفاتورة الاستيراد وتخفيض سعر الدجاج في السوق، من أجل ضمان السلع لدى المستهلك في حدود القدرة الشرائية للمواطن ذات الدخل المتوسط، وتسعى المصالح إلى تقديم كل ما يسمح به القانون لتطوير هذا النشاط على المستوى المحلي سعيا منها لتحقيق الاكتفاء الذاتي من جهة ومساعدة مربي الدواجن من جهة أخرى كإجراء تحفيزي لخلق مناصب العمل.