أكد رئيس مجلس الأمة «عبد القادر بن صالح» أمس بالعاصمة، أن الجزائر تبدي باستمرار رغبتها الجادة في التعامل مع كل مبادرة شراكة قائمة على احترام السيادة وتوازن المصالح، وأوضح «بن صالح» أن الجزائر تحرص بذلك على معرفة وسماع موقف شركائها سواء على الصعيدين الثنائي أو متعدد الأطراف. أكد «عبد القادر بن صالح»، في اختتام أشغال اللقاء البرلماني بين الجزائر ومنظمة حلف شمال الأطلسي، أن الجزائر التي تتطور في فضاء "جيوستراتيجي" أين تحتل فيه منطقة البحر الأبيض المتوسط مكانة هامة "تعتبر نفسها معنية بكل ما يمس بقضايا السلم والأمن والتنمية في الفضاء الاورومتوسطي"، وفي معرض حديثه عن الروح التي التزمت على أساسها الجزائر تجاه مسار برشلونة والمبادرة الأورومتوسطية لمنظمة التعاون والأمن الأوروبي والحوار المتوسطي لمنظمة «الناتو» قال «بن صالح» بأن هذا الالتزام "كان دائما منبعثا من قناعتنا العميقة بوحدة وشمولية السلم والأمن في أوروبا والمتوسط ومن ضرورة تقارب شعوب المنطقة باعتبارها عنصرا أساسيا لتحقيق السلم والأمن"، وعبّر رئيس مجلس الأمة في هذا السياق عن اعتقاده بأن هذا الحوار يعتبر "امتدادا للحوار الخاص بالشرق الأوسط الذي نأمل أن يتقاسم الفهم فيه شركاؤنا ويولونه الاهتمام ذاته وصولا إلى توفير ظروف السلم الدائم في كافة الفضاء الاورومتوسطي لا سيما ذلك المتعلق بحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني بما يتوافق والشرعية الدولية وهو السلم الذي يجد امتدادا كذلك له في إفريقيا". وبخصوص الجانب البرلماني للحوار مع «الناتو» الذي مافتئ ينمو ويتوسع فقد أبرز «بن صالح» أن هذا الحوار "مكن شركائنا من الناتو من تكوين نظرة أوضح عن فهمنا لهذا الحوار"، وفي السياق ذاته أكد المسؤول ذاته بإن زيارة وفد الجمعية البرلمانية لمنظمة حلف شمال الأطلسي إلى الجزائر قد سمحت بتعميق الحوار أكثر بما سيفضي إلى فهم متبادل أفضل وفي نفس الوقت تنمية رصيد الثقة التي تشكل عامل نجاح لأي حوار ولكل مبادرة شراكة، "إننا ننضم اليوم إلى هذا الحوار بدون تحفظ -يضيف «بن صالح»- لأننا ملزمون كبرلمانيين بترقية أجواء الثقة وتوسيع الفهم المتبادل وترقية قيم التضامن بين الشعوب"، وأكد رئيس مجلس الأمة في الأخير أنه "من منطلق واجب مرافقة جهود بلداننا في هذا الحوار فإننا ننتظر من شركائنا في سياق العلاقات بين شمال وجنوب البحر الأبيض المتوسط مزيدا من الالتزام للعمل بجدية أكبر قصد تقليص الفوارق الاقتصادية والاجتماعية القائمة ما بين ضفتي البحر".