أبدت جبهة التحرير الوطني عدم اعتراضها على مواصلة عبد القادر بن صالح لرئاسة مجلس الأمة لعهدة جديدة، ويأتي هذا الموقف قبل حوالي 24 ساعة فقط من انطلاق انتخابات التجديد النصفي لمقاعد المجلس البالغ عددها 48 للمنتخبين و 24 بالنسبة لأعضاء الثلث الرئاسي الذين سيعينهم الرئيس بوتفليقة، بينما سيختار غدا الخميس قرابة 16 ألف منتخب محلي على المستوى الوطني ممثليهم في مجلس الأمة. و قدر السعيد بوحجة الناطق باسم جبهة التحرير الوطني أن " يستمر عبد القادر بن صالح في منصبه كرئيس لمجلس الأمة نظرا لأدائه الجيد على رأس هذه المؤسسة التشريعية"، و أوضح بوحجة في تصريح ل " الشروق اليومي" أن تشكيلة جبهة التحرير راضية عن أداء بن صالح و لهذا لا نرى مانعا في أن يستمر في منصبه". و يعطي هذا التصريح انطباعا على أن هناك " رضى فوقي" على أداء بن صالح " المحايد" على رأس الغرفة العليا انعكس على موقف جبهة التحرير التي كانت قد تصلبت في وقت سابق بشأن ضرورة استعادة منصب رئيس الحكومة من أحمد أويحي الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، وهو ما حدث فعلا شهر ماي الماضي من خلال تعويض بخادم لأويحى. و عندما سئل بوحجة عن المبررات التي تجعل جبهة التحرير راضية عن أداء بن صالح في وقت سرت شائعات تقول بأن مناضلي الحزب و إطاراته طالبوا بإزاحة بن صالح من المنصب، أجاب بوحجة بأن " تجديد الثقة في بن صالح هي في الأصل من صلاحيات الرئيس بوتفليقة ، و أن جبهة التحرير لم تطالب بمنصب رئيس مجلس الأمة و إنما طلبنا إحداث توازن بصوت أو صوتين في المجلس"، وعاد بوحجة ليؤكد تزكية حزبه لبن صالح بالقول أن " بن صالح رجل فاضل و هو إطار سام له خبرة و تجربة سياسية و لعب دورا كبيرا في المجلس الوطني أو مجلس الأمة و بعد كل شيء فهو ينتمي لحزب متحالف معنا". و في السياق ذاته، سجل الصديق شيهاب القيادي في التجمع الديمقراطي و نائب رئيس مجلس الأمة في تصريح ل" الشروق اليومي" أن " الحزب لم و لن يناقش مسألة إزاحة بن صالح من منصبه لأن الأمر يتجاوز البعد الحزبي إلى أطر أخرى"، في وقت أكد استعداد الحزب للدخول غدا في غمار انتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة. و في الشق المتعلق بتحضير الأحزاب لهذا الموعد الانتخابي، عبر السعيد بوحجة عن نية جبهة التحرير في "اكتساح " الساحة حيث بدأت هيئة التنسيق المكلفة على مستوى الحزب في وضع اللمسات الأخيرة عبر الولايات الثمانية و الأربعين، و بشأن التحالفات قال بوحجة أن " هناك تحالف وطني مع كل من حزب العمال و حزب التجديد و حزي التجمع الجزائري، وهناك تحالف محلي مع كل الأحزاب السياسية و هنا الأمر متروك لتقدير المنتخبين في كل ولاية ". و من جهته، أكد جلول جودي مسؤول العلاقات الخارجية في حزب العمال في اتصال مع " الشروق اليومي" أن " التحالف مع جبهة التحرير في انتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة جاء بطلب من الجبهة و هو أرضية سياسية قائمة على حد أدنى من الاتفاق على جملة من النقاط منها مثلا الدفاع عن المؤسسات العمومية و السيادة الوطنية و الحفاظ على المحروقات، أما على المستوى المحلي فهو تلبية مطالب حزب العمال في مجال التنمية". رمضان بلعمري: [email protected]