أقامت بداية الأسبوع الجاري دار الثقافة، الشهيد «علي سوايعي» بخنشلة حفلا تكريميا كبيرا تضمّن معرضا واحتفالية على شرف عميد الأغنية التراثية بالمنطقة، الفنان «حميد بوزاهر» الذي أبت جميع الجهات المسؤولة وغير المسؤولة بطريقة مباشرة وغير مباشرة إلا أن تكرّمه وهو حي يُرزق، يستمتع بفضل اعترافهم في مختلف ما أدى وما مثل الولاية في المحافل المحلية والوطنية والدولية وردّا للجميل الذي أمتعهم وأمتع الجميع به في مختلف أداءاته للأغنية التراثية والفولكلورية والشاوية. من جهة أخرى حضرت وجوه فنية كبيرة حفل التكريم المميز الذي حظي به سيّد الأغنية الشاوية كما يلقب أحيانا أخرى، وهم النجوم الكبار، أحبته الذين لبّوا نداه، منهم الفنان «عميد المالوف» وصاحب الكمان الأبيض «حمدي بناني» من عنابة والقادم من وادي سوف، الفنان المعروف ب«عيطته عبد الله مناعي» ومن قسنطينة أستاذ المالوف «توفيق تواتي» والفنان الكبير «نور الدين بن غالي» في الطابع الأندلسي. ومن أبناء المنطقة والفن الغنائي الشاوي، حضر نجم الشاوي العصري الفنان «حسان دادي» من باتنة، ودون أن ننسى صديق وحبيب الشيخ «بوزاهر»، المخرج «علي عيساوي» من محطّة قسنطينة الجهوية للتلفزيون. علاوة على السلطات المحلية والعسكرية، الأسرة الإعلامية وجموع المواطنين الذين حضروا هذا التكريم وعلى رأسهم «مبروك بليوز»، والي خنشلة ومديرة دار الثقافة بخنشلة «فطيمة بوزيدي»، الراعيين الرسميين لهذا التكريم اللذين أضفيا عليه طابع الرسمية وأبرزا مدى اهتمام السلطات بالجانب الفني وتشجيعها له والاعتراف بفضل الآخرين ممن أدوا واجبهم وزيادة واستحقوا التكريم وكان لهم ذلك من قبل سلطاتهم. وفي سياق ذلك تخلل الحفل البهيج أداء بعض الأغاني لفرق وفنانين محليين على غرار المطرب «حمودي جغلال» وفرقة "الأمل" للتراث، كما تغنى بخصال الشيخ الرئيس «بوزاهر»، الشاعر «رميلي جمال» في كذا شعر ونثر، كما قال "بوزاهر ابن العرين وصوت ابن العرين كناية عن صوته الجهوري كزئير الأسد في عرينه"، وإلى ذلك تعاقب على ركح مسرح دار الثقافة كل الفنانين الضيوف في وصلات من أجود ما طابت به حناجرهم ومن خير ما أدّوا في مشوارهم، كما لم يتمالكوا أنفسهم من هول هذا التكريم العظيم الذي حظي به حبّهم وزميلهم الشيخ «حميد بوزاهر»، فكان فيه وفي تكريمه تصريحاتهم: أخ غال وصديق حميم منذ 1968 وألف مبروك له، كما قال الفنان «حمدي بناني»، عميد وممثل للأغنية الشاوية والتراثية أحسن تمثيل وبجدارة بعد المرحوم «علي الخنشلي» حسب الفنان «نور الدين بن غالي»، صداقة وأعمال كثيرة منذ 25 سنة من معرفته على الساحة الفنية و"برافو" على التكريم وتحيا «بوزاهر»، كما تمنى له المخرج التلفزيوني «علي عيساوي»، وفي رأيه فهو سفير الأصالة والثقافة، كمال قال الفنان «توفيق تواتي»، وتفضّل شحرور وادي سوف، الفنان المتميز «عبد الله مناعي» بخالص التهاني للشيخ «بوزاهر» وعبّر عن كامل ارتياحه للتكريم الذي حظي به وهو على قيد الحياة واعتبر ذلك التفاتة هامة واعترافا كبيرا له ولفضله على الأغنية التراثية والجزائرية ككل، كما تمنى لو تلتفت جميع الهيئات المعنية وعلى رأسها مؤسسات الدولة إلى الفنانين الجزائريين لتكريم من هو في مستوى ذلك ومساعدة من هو في حاجة إلى المساعدة، كون كثير من الفنانين في حاجة ماسة إلى هاتين الالتفاتتين. وفي الأخير تقدم «مبروك بليوز»، والي خنشلة بأحرّ التهاني وأتم الأماني إلى غاليه وعزيزه ومفخرة ولاية خنشلة، الأستاذ «بوزاهر» حيث اعتبره أكثر من فنان، أمتعه هو شخصيا ويمتع الكثيرين عبر الولاية والوطن وخارجه، كما منحه وسام الزعامة والقيادة المُحنّكة والحكمة، كونه من أكبر أعيان المنطقة ويعوّل عليه كثيرا في إصلاح ذات البين وشحذ الهمم وإطفاء نار الفتن، حيث ساعد مصالح الدولة كثيرا في مثل هذه الأمور العظام التي أتقن إصلاحها بكل حنكة وكل الشارع الخنشلي يصغي إليه ويلبّي نداءه إن طلب منه ذلك، وأضاف "برافو" له كونه جمع الفن والحكمة وقليل من يؤتى ذلك. وفي كلمة لعائلته التي اكتملت فرحتها مع فرحة الشيخ «بوزاهر» الذي كاد يذرف الدمع كونه تنمى هذا التكريم قبل أن يلقى ربه -كما قال- ووجد من حقّق له أمنيته، شكرت العائلة في كلمتها كل القائمين على هذا التكريم من قريب ومن بعيد بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. وتجدر الإشارة إلى أنه لعميد الأغنية التراثية سجّل حافل بالمفاخر والإنجازات في الميدان طيلة 41 سنة من العطاء الفني، وهو من مواليد سنة 1945، حيث عاش يتيما وتوفي أبوه خلال الشهرين الأولين من عمره، ومن أعماله التلفزيونية مسلسل الفنان المرحوم «عيسى الجرموني» الذي أدى دور البطولة فيه، وفي الأخير أكّد الجميع وشددوا على خالص الشكر لكل من والي خنشلة «مبروك بليوز» وإلى المرأة الحديدية السيدة «فطيمة بوزيدي»، مديرة دار الثقافة والمدير الأستاذ «خلاف ريغي» وكل الفنانين المشاركين والجمهور.