ذكرت مصادر أمنية ل«البلاد"، أن الجهات المختصة رصدت بعد تحريات مستمرة تزايد ظاهرة تهريب العملة الصعبة إلى الخارج وخصوصا إسبانيا في الأشهر الأخيرة، مشيرة إلى وجود تهافت منقطع النظير من قبل رجال المال والأعمال وبعض التجار في الجزائر على اقتناء شقق وفيلات فاخرة في إسبانيا بسبب التراجع الكبير في أسعارها تزامنا مع الأزمة الاقتصادية التي تعيشها إسبانيا. وأكدت المصادر ذاتها، أن الظاهرة عرفت منحى تصاعديا منذ الصائفة المنقضية، حيث شهدت المدن الكبيرة في بلاد “الماتادور" إقبالا منقطع النظير لعدد هام من الجزائريين بينهم مقاولون ورجال مال رغبة في الحصول على مساكن رسمية أو إضافية خاصة بالترفيه والسياحة. وقال مصدر مطلع، إن هذا التدفق “المريب" على إسبانيا من قبل أرباب المال مرده إلى انخفاض أسعار السكن بالمدن الإسبانية في ظل هذا المناخ الاقتصادي الصعب والمتميز بانعدام فرص العمل وانسداد الأفق بسبب تداعيات الأزمة المالية التي تنذر بعواقب وخيمة على الحكومة الإسبانية. هذا الوضع شجع العشرات من الجزائريين الراغبين في امتلاك مساكن وعقارات شاسعة بأرياف المدن الإسبانية، على التدفق على هذا البلد الذي يعيش على إيقاع جذب سياحي كبير على الرغم من تداعيات الأزمة المالية والاقتصادية العالمية على اقتصاده وتأثيرها على العديد من القطاعات الحيوية فيه وفئات واسعة من المهاجرين الجزائريين المقيمين بطريقة قانونية في مختلف المدن الإسبانية منذ عشرية كاملة. وقد انعكست الأزمة المالية سلبا على قطاعات حيوية واسعة في مقدمتها قطاع العقار والأشغال العمومية. وشدد المصدر على أن عروض العقار التنافسية في منطقة “كوسطا ديل صول" بإقليم “مالقة"بالأندلس يشد اهتمام الجزائريين للظفر بعقارات في الشريط الساحلي لهذه المنطقة نظرا لأسعار المنخفضة لرغبة ملاكها في بيعها وهجرة المدينة بحثا عن فرص جيدة تضمن لهم العيش. وحسب المصدر، فإن متوسط السعر لشقة في “كوسطا ديل صول" على ضوء بعض المعاملات التي أبرمت بين أرباب مال جزائريين ينحدرون من مختلف ولايات الجمهورية وبالتحديد الغرب الجزائري، حسب الأخبار المتوفرة، يقدر بمائة ألف أورو (مليار و400 مليون سنتيم)، وهو مبلغ باستطاعة الكثير من أصحاب “الشكارة" توفيره وضخه في مشاريع كهذه، في استغلال واضح لفترة الانهيار الحقيقي لهذا القطاع العقاري أو ما يسمى “الفقاعة العقارية الإسبانية"، والذي ترك جراحا اقتصادية واجتماعية غائرة يصعب تجاوزها في ظل مؤشرات سلبية تدل على عدم تعافي هذا القطاع على الأقل على المديين القريب والمتوسط. وذكرت مصادر أن جزائريين تقاطروا على مدن إسبانية مثل ملقا، فالانسيا، خيرونا وأليكانت، واقتنوا شققا نموذجية من غرفتين وصالون إضافة إلى سطح.. واستنادا إلى المصدر المذكور، فإن سعر شقة من السكن الراقي المتوسط في المناطق المذكورة لا يتعدى 180 ألف أورو في المتوسط في الوقت الذي لا يتعدى فيه سعر المتر الواحد من العقار المخصص للسكن في كل المدن الرئيسية ب«كوسطا ديل صول" 1.70 أورو، علما أن سعر المتر بالنسبة لمساكن الشقق الراقية ينخفض في بعض الأحيان إلى نصف سعر المتر المخصص لعقار الشقق الراقية المتوسطة لكون هذه الأخيرة تعرف إقبالا كبيرا عليها.