كشفت رسالة غير سرية بالبريد الإلكتروني حصلت عليها وكالة نشرتها وكالة “رويترز” أن مسؤولين بوزارة الخارجية الأميركية رفضوا في ماي الماضي طلبا من السفارة الأمريكية في طرابلس بالسماح لفريق أمني بالاستمرار في استخدام الطائرة الأمريكية الرسمية “دي سي3″ واقترحوا عليهم بدلا من ذلك استخدام رحلات الطيران العارض. وهذه الرسالة واحدة من الوثائق التي يفحصها المحققون الأمريكيون لتقرير ما إذا كانت وزارة الخارجية الأمريكية قد رفضت طلبات تحسين الأمن في مقار البعثات الأمريكية قبل الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي في 11 سبتمبر الماضي الذي قتل فيه السفير كريستوفر ستيفنز مع ثلاثة أمريكيين آخرين. وكانت الرسالة المؤرخة في الثالث ماي الماضي وعنوانها “إنهاء دعم دي سي3 في طرابلس” مرسلة إلى السفير الأميركي في ليبيا. ولم يتضح بعد ما إذا كان عدم وجود الطائرة قد لعب أي دور في المشاكل الأمنية التي واجهتها المنشآت الدبلوماسية في ليبيا والتي انتهت بهجوم بنغازي. وتقول الرسالة إن نائب وزيرة الخارجية لشؤون الإدارة باتريك كينيدي “قرر إنهاء دعم سفارة طرابلس باستخدام دي سي3 فورا”، وأشارت الرسالة إلى أن طلب السفارة “بمواصلة استخدام الطائرة لمساعدة فريق الدعم الأمني قد درس لكن تقرر أنه عند الضرورة يقوم مكتب شؤون الشرق الأدنى بوزارة الخارجية الأمريكية بتوفير رحلة جوية خاصة لرحيلهم النهائي”. ويقوم فريق الدعم الأمني بدعم الأمن في السفارات والقنصليات الأمريكية التي تواجه اضطرابات أو توجد في دول معادية أو تواجه أي تهديد آخر. وكان مسؤول بوزارة الدفاع الليبية أكد نهاية الأسبوع الماضي أن فريقا من مكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي زار مدينة بنغازي في شرق ليبيا، وتفقد القنصلية الأمريكية حيث قتل السفير الأمريكي. وقال المسؤول “زار فريق من المحققين الأميركيين موقع مقتل السفير الأميركي”، مشيرا إلى أن الفريق ضم عناصر من مكتب التحقيقات الاتحادي. وتوجه المحققون إلى المكان جوا يرافقهم فريق مؤازرة من العسكريين، حسب وزارة الدفاع الأمريكية. من ناحية أخرى، دعت منظمة العفو الدولية السلطات الليبية إلى رفع “الحصار” المفروض على مدينة بني وليد في وسط البلاد والسماح بدخول المواد الأساسية إليها. وكانت السلطات قد قررت نهاية الشهر الماضي تكوين قوة أمنية تضم 30 بالمائة من القوة التابعة للجنة الأمنية العليا، بهدف إلقاء القبض على المطلوبين للعدالة بمدينة بني وليد التي توصف بأنها كانت آخر معاقل الموالين لنظام العقيد الراحل معمر القذافي، وترافق الأمر مع حشد قوات من الجيش ومليشيات حول بني وليد. وقالت حسيبة حاج صحراوي مساعدة مدير برنامج شمال إفريقيا والشرق الأوسط بمنظمة العفو الدولية في بيان “إنه لممّا يثير القلق أن نرى كيف تتحول ما يفترض أنها عملية اعتقال مشتبه فيهم إلى حصار مدينة وعملية عسكرية”.