لم تمض سوى دقائق على إعلان تركيا حجب موقع تويتر للتواصل الاجتماعي حتى بدأ المغردون شرقا وغربا هجومهم على رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الذي أمر بحظر الموقع بعد أن هدد بذلك فعلا، كما واجه أردوغان انتقادات مماثلة من حكومات ومنظمات غربية لاتزال مستمرة إلى الآن. ورغم أن الجهات الرسمية في تركيا تقول إنها حجبت الموقع "دفاعا عن خصوصية المستخدمين"، ربط أغلب المغردين بين القرار وبين ما نشر على الموقع من تسريبات تقول إن أردوغان وحكومته متورطين بقضايا فساد. وأسس مغردو موقع التواصل الاجتماعي أكثر من وسم "هاشتاغ" لتوجيه النقد للقرار التركي، أبرزها (#أردوغان_يحجب_تويتر) المتداول أيضا باللغة الإنجليزية (ErdoganBlockedTwitter#). وعبر هذه الوسوم انتشرت موجة من الانتقادات التي لم تخل من السخرية أحيانا تجاه رئيس الحكومة التركي، الذي شبهه بعض المغردين ب"الديكتاتور"، ووصفه آخرون ب"السلطان الذي يحكم بأمره"، في حين أجمع كثير منهم أن "تشنج أردوغان إثر اتهامات الفساد" هو السبب في اتخاذ مثل هذا القرار. ولم يقتصر الأمر على التغريدات الناقدة للقرار، فيكفي البحث عن "الهاشتاغ" السابق لتظهر للمستخدم عشرات الرسوم الكاريكاتورية التي تتهكم على حجب تويتر. وتظهر إحدى هذه الرسوم أردوغان كسائق لسيارة سجن وفي القفص "طيور تويتر" التي يعرف بها موقع التواصل الاجتماعي، فيما يظهر رسم آخر موظفا في المطار يمنع تلك الطيور من دخول تركيا، وفي رسم آخر تحول الهلال في العلم التركي إلى فم كبير يحاول ابتلاع "طير تويتر". مسؤولون يرفضون قرار الحجب لم يرق أيضا لمسؤولين محليين أتراك وآخرين في أوروبا والعالم، حتى إن الرئيس التركي عبدالله غل هاجمه قائلا "إنه ليس من المقبول فرض حظر كامل على الدخول إلى موقع تويتر" مقترحا حظر صفحات بعينها إذا كان سبب الحجب حماية خصوصية المستخدمين. الهجوم الأكثر حدة كان على لسان المفوضة الأوروبية المسؤولة عن التقنيات الجديدة نيلي كروز التي قالت إن حجب تويتر "قرار جبان لا أساس ولا مبرر له". من جهته قال مفوض التوسعة بالاتحاد الأوروبي ستيفان فولي إنه شعر "بقلق بالغ بسبب منع الدخول إلى موقع تويتر في تركيا." وأضاف عبر تويتر "أن تكون حرا في التواصل وأن تختار بحرية الوسيلة لعمل ذلك شيء أساسي لقيم الاتحاد الأوروبي". وتابعت منظمة "هيومان رايتس ووتش" المدافعة عن حقوق الإنسان القرار باهتمام، ونشر نديم حوري، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة الدولية على حسابه على تويتر رابطا لمقال رأي نشرته "هيومان رايتس ووتش" يرى أن حظر الموقع يؤثر سلبا على سجل تركيا في حقوق الإنسان. تجاوز الحجب وفور قرار الحجب أعلن موقع تويتر عبر حسابه Policy@ أساليب بديلة لاستخدام الموقع في تركيا عبر الرسائل النصية ومن خلال شركات الاتصالات العاملة هناك. كما تداول مستخدمون على الإنترنت برامج عدة يمكن الاعتماد عليها لتجاوز حظر الموقع مثل "هت سبوت شيلد" وبرنامج "تور" عبر تأسيس شبكات افتراضية "VPN" تتحايل على الحظر. وتنشر مجموعة القراصنة "أنونيموس" مجموعة من أرقام الملقمات التي يمكن للمستخدمين اعتمادها لتجاوز الحظر.