نُظّمت نهار الأحد الفائت مظاهرةٌ في باريس لدعم غزة والمطالبة بوقف الاعتداء الصهيوني على أهلها وبيوتها، وقد جابت المظاهرة شوارع باريس مطالبةً بوقف العدوان وحماية أهل فلسطين من الهمجية الإسرائيلية. انطلق المتظاهرون الذين بلغ عددهم 7000 متظاهر بحسب تقديرات الشرطة، و30000 حسب المنظمين، من "باربيس" عند الثالثة من بعد الظهر، ووصلوا عند الساعة السادسة منطقة "باستيل"، التي تضمّ كنيس يهودي. وحصلت اشتباكات بين اليهود والمتظاهرين، انتهت بقمع المتظاهرين من قبل الشرطة ولم تنتهِ بمحاكمتهم. وقد أكّد شاهد عيان لسلاب نيوز أنّ "مجموعة اليهود تعدّوا بالضرب على المتظاهرين، بحماية الشرطة، وعندما هجم المتظاهرون تدخّلت الشرطة وقمعتهم واتّهمتهم بمهاجمة الكنيس". ومنذ نهار الأحد، تتالت الروايات حول ما حصل، الى أن انتشرت مقاطع فيديو تؤكد ضلوع الجالية اليهودية في أعمال الشغب، وتواطؤ عناصر الشرطة معها. ويظهر الفيديو المرفق قيام أعضاء من رابطة الدفاع اليهودية التابعة لكنيس شارع "دي لا روكيت" بالتهجم على المتظاهرين ورميهم بالكراسي والأثاث، وهم يضرخون "فلسطين، اللعنة عليك"، كلّ ذلك تحت نظر الشرطة الفرنسية التي لعبت دور المتفرّج، الى أن تمّ تبادل الأدوار وانقضّ المتظاهرون على اليهود الذين فرّوا واحتموا بعناصر الشرطة، الذين بدورهم شكّلوا درعًا بشرية لحماية يهود الكنيس عملوا على تفريق المتظاهرين. وقد نشرت صحيفة ديلي ميل البريطانية مقالًا قالت فيه إنّ 150 يهوديًا شوهدوا وهم يلوّحون بقضبان حديدية وعلب رذاذ الفلفل، أثناء اشتباكهم مع متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في باريس. وقد أشارت لقطات الفيديو أنّ اليهود كانوا يجوبون الشوارع مرددين شعاراتٍ عنصرية. وأضافت الصحيفة أنّ شرطة مكافحة الشغب لم تعتقل أيًا من أفراد المجموعة اليهودية، التي يعتقد أنها مرتبطة برابطة الدفاع اليهودية، على الرغم من ضلوعها في الاشتباكات في وضح النهار. وأكدت الصحيفة أنّ عناصر المجموعة كانوا مسلّحين بقنابل الغار، رذاذ الفلفل، القضبان المعدنية والعصي الخشبية، وكانوا يرتدون الخوذات الواقية، وأنهم هم الذين ركضوا نحو المتظاهرين قبل بدء المناوشات. وفي الحصيلة النهائية تمّ اعتقال ستة متظاهرين بتهمة اقتحام الكنيس، كما جرح يهوديان. ونقلت الصحيفة عن الكسيس باشيلاي، نائب باريس للحزب الاشتراكي الحاكم، قوله: "لقد كان واضحًا التلاعب بوسائل الاعلام حول الاعتداء الذي حصل. هذه حقائق خطيرة للغاية وتحتاج إلى إجراء تحقيقٍ شاملٍ من قبل الشرطة. إنها ليست المرة الأولى التي يوصم فيها الشباب الفرنسيون من أصلٍ مسلمٍ من قبل وسائل الإعلام". وختم باشلاي: "الفرنسيون من أصلٍ مسلم ينبغي أن يحميهم القانون عندما يتظاهرون. لا ينبغي الهجوم عليهم من قبل الجماعات المتطرفة مثل رابطة الدفاع اليهودية".