استخدمت الشرطة التركية صباح السبت الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات المتظاهرين في اليوم الثاني لتظاهرات عنيفة مناهضة للحكومة التركية كما افاد مرسال لوكالة فرانس برس. وقد انطلقت حركة الاحتجاج هذه، وهي من اكبر الحركات التي تواجهها الحكومة الإسلامية المحافظة منذ بدء مهامها في 2002، من تظاهرة ضد مشروع مثير للجدل لاقتلاع أشجار من اجل بناء مركز تجاري في اسطنبول، وأسفرت عن سقوط عشرات الجرحى الجمعة في المدينة التركية. وكان الهدوء عاد صباح اليوم السبت إلى وسط اسطنبول بعد ليلة من المواجهات العنيفة بين قوات الأمن ومتظاهرين يعارضون مشروع توسيع ساحة، كما ذكر صحافي من وكالة فرانس برس. وزالت سحابة الدخان الكثيفة التي تشكلت بسبب القنابل المسيلة للدموع من ساحة تقسيم التي تشكل لب القضية في قلب اسطنبول. وتتمركز مجموعات من رجال الشرطة ببزات مكافحة الشغب وفي حالة استعداد في مختلف نقاط الساحة، الى جانب آلياتهم المصفحة والمزودة بخراطيم مياه. وفتحت الساحة امام المارة على الرغم من رائحة الغاز المنتشرة. وفي الشوارع المجاورة التي تغطيها المقذوفات، فتحت المتاجر ابوابها. وما زالت بعض الحواجز التي اعدت من قطع خشبية واولاح محترقة، تعرقل حركة السير في بعض المحاور المؤدية الى الساحة التي يحتلها بعض الشبان الذين يغطون وجوههم بشالات. وكانت شرطة مكافحة الشغب اطلقت امس الغاز المسيل للدموع على مئات المتظاهرين ما ادى الى اصابة 24 شخصا على الاقل اثناء تفريق احتجاجات مستمرة منذ اربعة ايام ضد مشروع بناء كبير في ساحة تقسيم الشهيرة في اسطنبول. وفقد عدد من الجرحى الوعي بسبب استهدافهم بكميات كبيرة من الغاز المسيل والدموع ورذاذ الفلفل فيما نقل شخصان الى المستشفى لاصابتهما في الراس على ما نقل مراسل فرانس برس. واصيب متظاهران بكسور في الذراع واخرون بكسور متنوعة عند انهيار سقالات عندما حاولوا الفرار من امام الشرطة في الساحة. واندلعت مناوشات متكررة بين الشرطة وعشرات المتظاهرين الذين هتفوا "انكم تقتلوننا" ورشقوا قوى الامن بالحجارة. وملأ الغاز المسيل للدموع نفق المترو ودخل عبر زجاج السيارات المارة فيما توافدت سيارات الاسعاف الى المكان لنقل المصابين. وكتب متظاهر على حسابه في موقع تويتر "انهم يرشون الجميع، كانها مبيدات" متابعا "اولاد واطفال وكبار في السن وسياح، لا يهمهم احد".