تلقت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل انتقادات قوية يوم الأربعاء 15 يوليو/تموز، بعد أن حدثتها طفلة فلسطينية ضمن مجموعة من أطفال المدارس، عن السياسة الألمانية القاسية تجاه اللاجئين. والطفلة الفلسطينية التي أسمها ريم موجودة برفقة أفراد عائلتها في ألمانيا بانتظار تمديد فترة بقائهم هناك، وهم يواجهون إحتمال الترحيل من ألمانيا في حالة رفض طلبهم. وقالت الطفلة خلال لقاء تلفزيوني للمستشارة الألمانية "إنه من الصعب حقا أن ترى الآخرين يستمتعون بحياتهم فيما أنت لا تستطيع فعل الأمر ذاته" كما عبرت ريم عن آمالها في الدراسة في ألمانيا التي ستدمر في حال أجبرت على مغادرة البلاد. وأضافت ريم أنها كانت تدرس بمدرسة " بول فريدريش شيل" في روستوك لمدة أربع سنوات وأصبحت تجيد اللغة الألمانية والإنجليزية، فضلا عن السويدية، وتريد مواصلة دراستها هنا. لكن ميركل ردت على الطفلة الفلسطينية بالقول " أنا أفهمك. لكن السياسة تقسو في بعض الأحيان، فأنت تقفين أمامي كإنسان لطيف للغاية، لكنك تعلمين أنه في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يوجد الآلاف والآلاف من الناس، وإذا قلنا لا مانع أن تأتوا إلينا جميعا، ولا مانع أن تأتوا جميعا من أفريقيا، لا مانع أن تأتوا جميعا.. فلن يمكننا معالجة ذلك الموقف". وقامت المستشارة الألمانية على إثر ذلك بالدفاع عن السياسة الألمانية بشان اللاجئين أمام الكاميرات ومشاهدي التلفزيون. وبعد ذلك بوقت قصير بدأت ريم في البكاء، واتجهت ميركل التي بدت عليها الدهشة نحو الفتاة الصغيرة محاولة تهدئتها ووضعت يدها على كتفها وقالت "آه إنه لأمر جيد"، لكن مقدم البرنامج قاطعها بقوله " لا أعتقد أن القضية تتعلق بالأمر الجيد، لكنه في الحقيقة وضع صعب للغاية". وواجهت ميركل انتقادات وسخرية على نطاق واسع على الأنترنت، منها تغريدات على تويتر تحمل هاشتاغ "#merkelstreichelt " أي "تمسيدة ميركل" إضافة إلى مقطع فيديو للمحادثة التي دارت بين المستشارة الألمانية وريم ذات العشرة أعوام. وانتاب مستخدمي تويتر غضب وامتعاض كبيران من موقف ميركل، وكانت الانتقادات تحمل عبارات من قبيل "ميركل بلا قلب ولا رحمة"، و"ميركل تواجه بكاء لاجئة شابة بالتمسيد وتبرير أسباب ترحيل أسرتها". ولم يقف الأمر عند ذاك الحد بل إن مشاورات دارت مع المستشارة الألمانية صرحت على إثرها مفوضة الحكومة الألمانية لشؤون اللاجئين أيدان أوتسوغوز، الجمعة 17 يوليو/تموز لموقع "شبيغل أونلاين"، أنه سيتم تمكين الفتاة وعائلتها من البقاء في ألمانيا حيث تم تغيير أحد القوانين المتعلقة بمثل حالة ريم حتى يتمكن "الشباب المندمجين من الحصول على آفاق عندنا". وأكدت أوزغور أنه لا مصلحة لأحد في استبعاد الناس الذين عاشوا فترة طويلة في ألمانيا.