فاز الزعيم اليساري المتشدد الكسيس تسيبراس في الانتخابات المبكرة التي جرت الاحد في اليونان متقدما بثلاث نقاط على الاقل على اليمين المعارض بزعامة فانغيليس مايماراكيس، بعد اقتراع حاسم. وبعد فرز اكثر من ربع الاصوات، احرز حزب سيريزا تقدما اكبر من المتوقع بنسبة 35% مقارنة ب28% للمحافظين. ودفع ذلك بزعيم حزب المحافظين مايماراكيس الى الاقرار بهزيمة حزبه في الانتخابات، وقال للصحافيين "اهنئه" في اشارة الى تسيبراس مضيفا "يبدو ان المواطنين لم يغيروا رأيهم". وفي مقر حزب سيريزا، استقبل تسيبراس بتصفيق حاد من مؤيديه الذين ابتهجوا عند اعلان نتائج استطلاع عند الخروج من مراكز الاقتراع. وفي تغريدة عقب الفوز قال تسيبراس ان حكومته والبلاد يواجهان "عملا شاقا ونضالا". واضاف "طريق العمل الجاد والنضال لا يزال امامنا". وفي وقت سابق واثناء ادلائه بصوته، قال تسيبراس ان "اليونانيين ... سيقررون مستقبلهم بانفسهم ... ويكرسون الانتقال الى حقبة جديدة". وبعد سبعة اشهر من توليه رئاسة الوزراء، استقال تسيبراس في اب/اغسطس ودعا الى انتخابات مبكرة مراهنا ان اليونان التي تعاني من الازمة ستمنحه صلاحيات قوية رغم انه مجبر على الاستمرار في سياسة التقشف. وواجه زعيم حزب سيريزا البالغ 41 عاما والذي ادلى بصوته في حي كيبسيلي باثينا، منافسة قوية من حزب الديموقراطية الجديدة بزعامة وزير الدفاع السابق فانغيليس مايماراكيس. وكان تسيبراس قد وافق في تموز الماضي على اجراءات تقشف اكثر تشددا في البلاد مقابل الحصول على خطة انقاذ مالية هي الثالثة لليونان في خمس سنوات. وبعد ثماني ساعات على التصويت، بدت نسبة المشاركة اقل مقارنة بالانتخابات الاخيرة، بحسب ما افاد مراسلو وكالة فرانس برس. وقال مايماراكيس (61 عاما) ذو الحاجبين الكثيفين والذي ركز حملته على مسألة عدم استقرار حكومة تسيبراس التي استقالت بعد سبعة اشهر ان "الناخبين يريدون التخلص من الكذب والبؤس والاتيان بالحقيقة والاشخاص الحقيقيين". وبلغ عدد الناخبين المسجلين اكثر من 9,8 ملايين ناخب لاختيار حكومة جديدة يواجه الفائز بها المهمة الشاقة المتمثلة بفرض زيادة جديدة مؤلمة للضرائب واصلاح نظام التقاعد، ضمن خطة مساعدات مالية مدتها 3 سنوات وافق عليها البرلمان الشهر الماضي. وتسيبراس الذي انتخب في كانون الثاني الماضي بعد وعود بعدم تطبيق اجراءات تقشف، اغضب كثيرين في اليونان بموافقته على خطة انقاذ جديدة قيمتها 86 مليار يورو (97 مليار دولار). وقالت الناخبة من المحافظين ماريكا يراكي (58 عاما) "اراد اليونانيون ان يجربوا سيريزا لكنهم رأوا النتائج، هم زمرة من الكذابين". وادلى كثيرون باصواتهم مستائين، وقال نيكوس وهو مهندس سابق "ادلي بصوتي وانا اشعر بحزن كبير. ولداي الاثنان عاطلان عن العمل ويعيشان من راتبي التقاعدي الذي تم تخفيضه من 1,200 يورو الى 750". واضاف لشبكة سكاي التلفزيونية "اتمنى ان تأتي ايام افضل لكني لا ارى ذلك يحدث". وكان تسيبراس قد فاز في انتخابات كانون الثاني الماضي بعد ان حصل على 36,4 بالمئة من الاصوات ليصبح اصغر رئيس وزراء في تاريخ اليونان منذ 150 عاما وملهما لمعارضي التقشف في دول الاتحاد الاوروبي. وتولى منصبه بعد ان ضاق اليونانيون ذرعا باجراءات التقشف الشديدة التي فرضها الدائنون الدوليون على الدولة التي تواجه الافلاس. وصفقته مع الجهات الدائنة في تموز الماضي والتي وقعت بعد ان رفض اليونانيون بغالبية ساحقة اجراءات التقشف في استفتاء وطني، اغضبت العديد من انصاره فاستقال خمسة من نواب سيريزا من الحزب واسسوا حزبا جديدا هو "الوحدة الشعبية". ورغم موقفه المتقلب، يعتقد كثير من الناخبين ان تسيبراس يسعى لصالحهم وانه يمثل خروجا عن الزعماء السابقين الذين ينظر اليهم كفاسدين. وقالت ايفثيميا كسانثو (63 عاما) لوكالة فرانس برس "تسيبراس تسيبراس تسيبراس، نريد وجوها جديدة". واشتدت المنافسة كذلك على المركز الثالث بين حزب باسوك الاشتراكي وحزب الفجر الذهبي النازي الجديد الذي لم تتراجع شعبيته رغم محاكمة قيادته بسبب مقتل مغني راب معاد للفاشية قبل عامين. الا ان الاستطلاعات اظهرت ان حزب "الفجر الذهبي" حل ثالثا بفوزه بنسبة 7,35% من الاصوات.